مظلمتي أمام معبودات الآخرة ويحكم عليك بناء على ما أحرره لهم في مظلمتي من مساويك (أخبريني) ماذا تفعلين اهـ.
ثم أنه علق هذه الكتابة في تمثال من خشب على هيئة المرأة ووضعه في قبر زوجته فلما وصلها هذا الجواب خافت من لقاء ربها ومحاسبتها أراحته من تعنيفها_وكثير منهم يقول أن الروح تغادر قبرها وتهاجر إلى أرض أخرى كائنة خلف الفجوة الآنفة الذكر وهي الواقعة في جبل العرابة وفي تلك الأرض ممالك حقيقية للأموات كل مملكة تحت رعاية معبود مثل خنتامنمتي وبتاح سكري وأسوريس وهذه المعبودات تقتبل أرواح المصريين الذين عبودهم في دار دنياهم فكل من توسل مثلاً إلى أسوريس كان تابعاً له وفي ملكته وكل من انتمى إلى بتاح سكري كان من أتباعه وفي مملكته وسمى وميق أسوريس أو وميق ختيامتي_وأمر تلك الممالك وأكثرها سكاناً مملكة أسوريس وهي عبارة عن جملة جزر نرى من هذه الدنيا أكتافها الظاهرة فجهتها البحرية الشرقية السماء ووجهتها الشرقية المجرة وزهي الشهيرة بآم النجوم. ولا يمكن الوصول إليها إلا بعد سفر دونه مشاق وأخطار فمتى غادرت الروح جدثها جعلت ظهرها نحو الوادي وزجت بكل جسارة وجرأة في أغوار الصحراء فتصادفها إحدى الجميزات الباسقات هناك في وسط الرمال وتعرف عند فلاحيهم بالشجرة المسحورة فتشاهد بين أفنانها أما المعبودة (نيت) أو (حاتحور) أو (نوت) فتقدم لها هذه المعبودة صفحة بها خبز وأخرى بها ماء فكل روح قبلت هذه العطية كانت من أتباع هذه المعبودة ولا يمكنها الخروج من مملكتها إلا بإذنها ورضاها ويوجد فيما وراء الجميزة بلاد محفوف بالمخاوف مشحونة بالثعابين والحيوانات الضارية وفيها سهول فيها حميم وأباطح تسكنها نسانيس كبيرة تصطاد \ الرواح بالحبائل يحكون أن كثيراً من الأرواح وقعت في تلك المخاطر فهلكت أما ما يكون منها محصناً بالتمامئم والتعاويذ متوقياً بسر الطلاسم السحرية القوية فإنها تقتحم الأخطار وتنجو منها حتى تصل إلى شاطئ بحيرة تسمى (خا) فتشاهد هناك الجزائر السعيدة فيأتيها بحوت على شكل طائر أبيس المعروف (بأبي نحس) ويأخذها على جناحه أو يأتيها الملاح المقدس ويأخذها في سفينته إلى أن يأتي بها إلى أسوريس فيسألها هذا المعبود أمام أعضاءه وهم اثنان وأربعون قاضياً عن أعمالها في دار دنياها ويناقشها الحساب ويزن قلبها تحوت في كفة ميزانه وحينئذ تأتيها معبودة