مع ملوك شنعار والإسار وعيلام وجوبيم وأن إبراهيم الخليل استرجع من هؤلاء الملوك مدن الدائرة والأسلاب بعد أن تغلبوا على ملوك مدن الدائرة وأن إبراهيم تتبعهم إلى حوبه قرب دمشق شمالاً هو ورجاله الثلاثمائة والثمانية عشر حيث استظهر عليهم.
هذا بعض ما لخصته واستنتجته من أبحاث رجال العلم والدين التي طالعتها. وقد اذكرني بالكتابة في الموضوع حادث سان فرنسيسكو التي سماها رجال الدين في أميركا سدوم العالم الجديد لما أصابها في ١٨ نيسان سنة ١٩٠٦ من البلايا التي تشبه بلايا سدوم العالم القديم.
أكبر ولاية في الولايات المتحدة بمساحتها هي تكساس وثاني ولاية كاليفورنيا وأكبر مدينة وأشهرها في كاليفورنيا سان فرنسيسكو أو هي أكبر مدينة في غربي الجبال الصخرية في الولايات المتحدة تقع على شاطئ الأوقيانوس الباسيفيكي من الجهة الشرقية منه وهي مفتاح ولاية كاليفورنيا وميناها أمين جداً. والحاجة العمرانية تستلزم وجودها في تلك البقعة دع عنك أهمية موقعها التجاري والبحري. ولقد دعاها الأميركيون باريس المدن الغربية في الولايات المتحدة وعروس الباسيفيك. ولا غرو فإن مركزها من أجمل مراكز الدنيا وهي كعبة السياح وأصحاب البذخ والترف ومتنزه أرباب المال والجاه ففيها الملاهي على تباين أنواعها والمقاصف على اختلاف أسمائها والحانات وما يتبعها ويتصرف عليها. وكما أن أهل العالم الجديد سموا مدينتهم الغربية باريس كاليفورنيا هكذا دعوها رتاج الذهب لكثرة النضارة في ولاية كاليفورنيا فإن هذه الولاية أغنى الولايات في البلاد المتحدة بمعادنها الثمينة لا بلجينها فقط بل بنضارها وسائر معادنها.
ولم تكن شهرة قصورها الفخيمة ودورها الجميلة وأبنيتها الشاهقة ومحالها البديعة بأقل شهرة من قصور سائر مدائن الولايات المتحدة الكبرى كنيويورك وشيكاغو وفيلادلفيا وسواها ففيها أبنية عظيمة وجميلة مؤلفة من ست طبقات إلى سبع عشرة طبقة وهي الثالثة من نوعها في العالم الجديد. أما نزلها الشهير المعروف بالبالاس الذي كلف بناؤه سبعة ملايين دولار (ريال) فهو أجمل نزل في العالم الجديد بل في سائر أطراف المعمور. وما قيل في نزل عروس الباسيفيك من حيث الجمال والإتقان والشهرة يقال في دار الحكومة التي أنفق في سبل بنائها تسعة ملايين دولار أميركي واشتغل مئات العملة في بنائها ربع قرن. ويرجع تاريخ هذه المدينة إلى أكثر من مائة سنة أيام كانت فرضة تجارية ليس فيها