١٩٠٦ فقد حدث مثلها في نفس المدينة في تشرين الأول سنة ١٨٦٥ وسنة ١٨٦٨. على أن الخسائر التي سببتها إذ ذاك على فداحتها لا تذكر في جنب الخسائر الفاحشة التي نجمت عنها في العهد الأخير.
وفي سنة ١٨١١ حدثت زلازل في الولايات المتحدة هي أعظم ما جرى من نوعها حتى يومنا هذا فانفتحت كوات الأرض من شدتها على مسافة ثلاثمائة ميل من حدود ولاية أوهايو إلى حدود سانت فرانس وانخفضت الأرض مئات أقدام في بعض الأنحاء وارتفعت في سواها ودمرت البلاد الكثيرة وسببت الخسائر الفادحة. وقد ابتدأ حدوث هذه الزلازل في ١٦ كانون الأول (يناير) سنة ١٨١١ وظلت تتراجع بكل طولها وحولها حتى أوائل شهر شباط (فبراير) ١٨١٢. وروى الهنود - سكان أميركا الأصليون - أنهم شاهدوا في القرن السابع عشر بركاناً نارياً في بقعة سان فرنسيسكو يقذف المواد الهائلة من جوف الأرض إلى مئات الأقدام علواً في الجو. ولقد عرف العلماء الباحثون أن موقع سان فرنسيسكو هو على نفس خط بركان فزوف في إيطاليا الذي لا تزال ويلاته متوالية على العباد هناك.
ومن المحتمل إعادة مجد سدوم العالم الجديد لأن الهمم العلية المبذولة في عمران المدينة تخترق جبال المصاعب الصعبة المرتقى ولا تقيم مدينة بل مدائن تكون من أقوى وأجمل وأبدع مدائن العالم. وقد باشر المهتمون للأمر باستجلاب الكميات الطائلة من الحديد لأنهم عزموا على ابتناء القصور والدور والبنايات الكبيرة من الحديد ورأوا أن الأبنية القائمة بالحديد قلما تؤثر فيها الزلازل ولعله يتأتى للمعمرين في المستقبل اختراع طريقة للعمران لا تقوى عليها قوات الطبيعة. ولا عجب فالعصر عصر عجائب وغرائب. وما متاعب هذه الحياة إلا عقاب لما يجنيه الإنسان فسبحان الفعال لما يريد.