للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جمع فيه ما اختاره ونثره وهو أنفس مصنفاته (مفقود وقد يوجد منه شيء في بعض كتب الأدب). ومنها كتاب أعلام الكلام به نخب وملح (مفقود أيضاً). ثم رسائل الانتقاد والمظنون أنه ألفها بعد هجرته القطر التونسي كما يستفاد من سياق كلامه في مقدمتها. وغيرها من هذه المصنفات الأدبية النفيسة.

وها نحن نأتي على منتحبات نثر وشعر من كلام محمد بن شرف ليرى القارئ براعة هذا المؤلف الجليل ومكانته من الأدب.

فمن نظمه في الشوق إلى بلاده القيروان مدة إقامته بالأندلس:

يا قيروان وددت أني طائر ... فأراك رؤية باحث متأمل

يا لو شهدتك إذ رأيتك في الكرى ... كيف ارتجاع صباي بعد تكهل

وإذا تجدد لي أخ ومنادم ... جددت ذكر أخ خليل أول

لا كثرة الإحسان تنسي حسرتي ... هيهات تذهب علتي بتعلل

لو كنت أعلم أن آخر عهدهم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل

وله في شكوى الزمان:

إني وإن عزني نيل المني لأرى ... حرص الفتى خلت زيدت على العدم

تقلدتني الليالي وهي مدبرة ... كأنني صارم في كف منهزم

وأنشد في المعنى:

عتاباً عسى أن الزمان له عتبى ... وشكوى فكم شكوى ألانت له القلبا

إذا لم يكن إلا إلى الدمع راحة ... فلا زال دمع العين منهملاً سكبا

وقال أيضاً:

وما بلوغ الأماني في مواعدها ... إلا كأشعب يرجو وعد عرقوب

وقد تخالف مكتوب القضاء به ... فكيف لي بقضاء غير مكتوب

ومن شعره في الحكم قوله:

احذر محاسن أوجه فقدت محا ... سن أنفس ولو أنها أقمار

سرج تلوح إذا نظرت فإنها ... نور يضيء وإن مسست فنار

وقوله: