المخالفون لدين الإسلام بل يكفي بأن يكونوا أحباباً للإسلام أو بعبارة أبسط محترمين لشعائر هذا الدين. وكم من سائح في البلاد الإسلامية سمع على أساليب مختلفة ما كان قاله سلطانة حايل إلى المأسوف عليه هوبر أنت مسلم في بلادي وبعد فإن من الاتحاد بين المسلمين والأوربيين بل بين المسيحيين والمسلمين تنتج ولا شك نتائج حسنة قد ظهرت تباشيرها الآن فإن اتحاد الإرادات الحسنة في أوربا يسهل ولا جرم بالتدريج دخول كثير من الشعوب الإسلامية في تيار المدنية الحديثة. وعساني بهذه المباحث الحقيرة أكون قد حملت حجراً فوضعته في أساس البناء الذي أقيم للوفاق الحسن بين المسلمين والأوربيين بل بين المسلمين والمسيحيين.
والمقتبس يقول بارك الله بكل من تخط يده في تقريب الأمم بعضها من بعض خصوصاً متى كان قصده كما هو الظاهر من عبارات الأستاذ مونته خدمة الإنسانية والاجتماع لا خدمة سياسة مخصوصة ولا فكر خاص.
التعليم في مصر وحظ المسلمين والأقباط منه
للشيخ علي يوسف طبع بمطبعة الآداب والمؤيد بمصر (ص٤١)
لو كان كل المفكرين من الكاتبين والعالمين لا يدونون إلا ما يعلمون ولا يقدمون إلا على ما يتقنون لما ظهر عوار مؤلف ولما بدت مقاتل منشئ وباحث. وأمامنا الآن كراسة في التعليم بمصر لمدير سياسة المؤيد أقدم الجرائد الإسلامية وأرقاها في القطر المصري وهي خطبة ألقاها في المؤتمر المصري الأول أجاد فيها كل الإجادة لأنه دعم كلامه بالأرقام والكتابة بالدليل المحسوس يقرها الموافق والمخالف فقد قال أن البعثات العلمية التي نقلت العلوم والمعارف من أوربا إلى مصر وكان لها أعظم عمل في تكوين مصر الحديثة بدورها الجديد كانت إسلامية محضة ليس بها إلا نحو عشرين طالباً من الأردن والروم والسوريين والأحباش وثلاثة من الأقباط وهؤلاء كانوا طلاب وظائف لا ناشري علوم ومعارف ولكن في هذا العهد الأخير قد توجهت رغبات الأقباط كالمسلمين إلى هجرة الأوطان في طلب العلوم والمعارف وإن لم يبلغوا في هذا الصدد شأواً يضاهي شأوهم في رغبة التعليم في مصر. فقد بلغ عدد الطلبة المصريين إلى سنة ١٩١٠ بفرنسا وسويسرا وألمانيا وبلجيكا وإنكلترا وإيطاليا وأمريكا والأستانة وبيروت على نفقة آبائهم ٦٨١ طالباً وبإضافة هذا