العدد إلى البعثة المرسلة من قبل الحكومة يكون عدد جميع البعثات العلمية المصرية الحاضرة خارج القطر المصري ٧٤٠ طالباً. وإذا شئت أن تعرف مقدار عدد الأقباط في البعثات العلمية الموجودة الآن في القارات المختلفة سواء على نفقة الحكومة أو على نفقة آبائهم فإنهم لم يبلغوا خمسين طالباً أكثر من نصفهم في كلية بيروت وأكثر من ثلثهم على نفقة الحكومة فنسبة الأقباط إلى المسلمين في البعثات العلمية الحاضرة كلها لا تكاد تبلغ ٧ في المائة.
وبلغ عدد الذين تخرجوا من مدرسة الحقوق الخديوية التي كان اسمها مدرسة الألسن والإدارة حتى الآن ٦٥٥ طالباً عد المسلمين منهم ٤٩٨ وعدد الأقباط ١٣٧.
ولم يدخل إلى مدرسة الطب التي أنشئت سنة ١٨٢٤ أحد من الأقباط إلا في سنة ١٨٨٨ وحاملو شهاداتها منهم حتى الآن ٦٦ طبيباً ومن المسلمين ٣٢٧ طبيباً ومن غيرهم من المسيحيين ٢٦ وأنشئت مدرسة دار المهندسين سنة ١٨٣٤ فلم يدخلها قبطي إلا في سنة ١٨٩٦ بلغ المتخرجون فيها منهم إلى الآن ٣٦ مهندساً مقابل ١٤٨ مهندساً ولم يتخرج في مدرسة المعلمين الخديوية وكان اسمها قديماً مدرسة قلم الترجمة سوى أربعة أقباط مقابل ٨٣ من المسلمين وكذلك قل عن مدرسة المعلمين التوفيقية فإنها من سنة ١٨٨٨ حتى الآن لم يخرج منها سوى ١٨ معلماً قبطياً مقابل ٨ معلماً من المسلمين وتخرج في مدرسة دار العلوم الخديوية ٤٢٢ أستاذاً مسلماً ولا يدخل هذه المدرسة إلا المسلمون ويوجد منهم اليوم في مدارس الحكومة بين نظار مدارس ومدرسين ومفتشين ومديري كتاتيب ٢٩٤ شخصاً والباقون في سائر فروع الإدارة والأعمال.
قال والفضل كل الفضل في ارتقاء مصر الحاضر للوظيفة الكبرى التي قام بها المسلمون وقد أحسنوا أداءها مدة قرن كامل سواء كان في جلب أنوار المدينة والعلوم والمعارف من الخارج أو في تأسيس المدارس وتنظيمها وتعليم أبناء مصر العلوم المختلفة في الأدوار المتعاقبة مع اشتغالهم بالتأليف وترجمة الكتب النافعة وأنهم الآن أساتذة المدارس النافعون المفيضون على الناشئة المصرية بركة العلوم والتربية ولم يشترك الأقباط في أداء هذه الوظيفة السامية مع المسلمين يل كانوا عالة عليهم أولاً ثم تلامذة لهم في العهد الأخير وكان مجموع التلامذة المسلمين في مدارس الحكومة الابتدائية والثانوية والخصوصية والعالية