في المستقبل إلى الظفر بعاديات لغسان في الجولان كما ظفروا بقليل منها في حوران ولا سيما في جبل بني هلال الذي كان يعرف قديماً بجبل الريان لكثرة مياهه ويعرف اليوم بجبل حوران أو جبل الدروز رن الغساسنة ملكوا هذه الديار وبسطوا سلطانهم أيضاً على دمشق قبل الإسلام وافتتح الجولان شرحبيل ابن حسنة وورد ذكرها في شعر حسان بن ثابت بقوله:
قد عفا جاسم إلى بيت راس ... فالجوابي فحارث الجولان
ووردت في شعر أبي نواس في مدحه الخصيب بن عبد الحميد العجمي المرادي أمير مصر من قصيدة يصف بها طريقه من بغداد إلى مصر:
رحلن بها من عقر قوف وقد بدا ... من الصبح مفتوق الأديم شهير
فما نجدت بالماء حتى رأيتها ... مع الشمس في عيني اباع تغور
وغمرن من ماء النقيب بشربة ... وقد حان من ديك الصباح زمير
ووافين إشراقاً كنائس تدمر ... وهن إلى رعن المداخن صور
يؤممن أهل الغوطتين كأنما ... لها عند أهل الغوطتين ثؤور
وأصبحن بالجولان يرضخن صخرها ... ولم يبق من اجراحهن شطور
وقاسين ليلاً دور بيسان لم يكد ... سنا صبحه للتاظرين ينير
وأصبحن قد فوزن منة نهر فطرس ... وهن عن البيت المقدس زور
طوالب بالركبان غزة هاشم ... وفي الفرما من حاجهن شقور
ولما أتت فسطاس مصر أجارها ... على ركبها أن لا تزال مجير
قاعدة الجولان اليوم القنيطرة وكانت صغيرة جداً قبل أن ينزلها مهاجرة الجراكسة والداغستانيين منذ زهاء ثلاثين سنة وقد كانت في القرون الوسطى قبل عهد الدولة العثمانية قاعدة البلاد قرية خان ولا ندري أخان أرينيبة أو خان الدوير تارة والشقراء أخرى والجولان اليوم أو قضاء القنيطرة هو ثلاث نواحي ناحية الشقراء وهي عبارة عن مجدل شمس وجباتا الزيت وبانياس وعين قنية وعين فيت وزعورة ومغور الشباعنة والغجر وخان الدوير ومزارع الفضل هذا ما كان منها إلى جبل الشيخ أقرب. وناحية الجولان وفيها قرى الجركس وأهمها المنصورة وعين الزيوان والصرَّمان والخشنية