وعشيرة التركمان ومزارعها وعشيرة الهوادجة والبجاترة وجبا وخان أرينبة وعشيرة الويسية والقصيرين والجعاتين والدياب وأراضي البطيحة ومزارعها ونعيمات الطاعة ولهذه العشائر مزارع وقرى تفلح فيها وتزرع وأغلب نزولها في المضارب ومساكنهم للفلاحين وإيواء الماشية فقط. والناحية الثالثة ناحية الزاوية وأهم قراها فيق والعال وكفر الما والشجرة وكوية وبيت الرَّا ومعربة والمناظرة.
ويقدرون اليوم مزارع الجولان وقراه كلها بنحو مائة وستين مزرعة وقرية فيها أراض جيدة في الجملة وتجود حبوبها في الأكثر في السنين التي تقل أمطارها أما في سني الري الكثير فإنها تغرق فبينا تشكو الأقاليم المجاورة الشرق تئن الجولان من الغَرَق ولذلك تصلح أراضيها لتربة الماشية كثيراً ولا نغالي إذا قلنا أنها الإقليم الوحيد الذي يصلح لهذا الغرض كما يصلح جقوراووه أي سهل الهوات في ولاية أضنة من بلاد الأناضول أو الروم كما كان يسميها العرب.
وهمة الفلاح في الجولان ضعيفة لأنه في الأكثر لا يملك أرضاً له بضع سنين ليتوفر على زراعتها بل أن الأراضي مشاعة بين أهل البلد الواحد فبينا يزرع هذه القطعة تراه من قابل تنزع منه وتعطى لغيره وهكذا لا يشاهد الرقي في الزراعة إلا في مزارع الجراكسة إذ اختص كل فرد منهم بأراضٍ تناسب حاله وشأنه فأصلحها ما ساعدته مادته وقوته وخدمها على مثل ما تخدم الزراعة في البلاد التي هاجر منها أي بلاد الروس اليوم وبنى البيوت بالحجر والقرميد وغرس الأشجار وعاش في الجملة أحسن من عيشة سكان البلاد الأصليين خصوصاً وأن المهاجرين يغلب عليهم الاقتصاد بحيث لا تعهد عندهم المضافات المفتحة الأبواب لكل قادم كما هي عند سكان هذه الديار من العرب وأكثرهم يعرفون دخلهم وخرجهم. ولو سار الجولانيون الأصليون على هذه الطريقة لحمدوا سيرهم ولما افتقر الأغنياء منهم بإسرافهم إسرافاً لا يعد من الكرم في شيء وبعبارة أوضح لا يعد فضيلة.
وبلاد الجولان متسعة الرقعة يقل سكانها بالنسبة لعظم بقعتها ويكفي أن أراضي الفضل وهي من جملة عمل هذه البلاد تمتد من المنصورة قرب القنيطرة جنوباً حتى بانياس شمالاً وشرقاً إلى جباتا الخشب وغرباً إلى الحولة ولا يطوفها الراكب بالسير المعتدل في أقل من ثلاثة أيام. غلاتها جيدة وفيها بعض الأشجار المثمرة والكروم وكثير الغابات اجتزناها من