جهة وادي العجم وإقليم البلان كما تنبجس من جنوبيه أو ما يقرب منها مثل عيون نهر البانياسي والأردن وهو من سفوحه الغربية والشمالية ضنين بالماء جداً ولا سيما من جهات راشيا.
وبعد ذوبان الثلوج في أواخر الربيع يصعد إلى أعلى قممه بعض النظارة للنزهة والصيد وغالب صعودهم إلى قمة اسمها قصر شبيب وفيها إلى اليوم أنقاض بناء ولكن الوصول إليها يحتاج إلى سبع ساعات صعداً سواء كان من حاصبيا أو من راشيا أو من إحدى قرى إقليم البلان فيشهدون منه سورية بأجمعها ويرون بالمناظير والمجاهير دمشق وكيف لا وقمم حرمون أعلى جبال في سورية.
قدس القدماء حرمون وكان من الجبال التي يفزع إليها العباد كما تشهد لذلك المعابد الكثيرة في جواره بل في سفوحه وقممه وكان الإسرائيليون يعجبون بعلوه ويجلونه لأنه يجمع على ظهره وفي صدره الغيوم والسحب وقد ورد في نشيد الأناشيد كلام على الحيوانات الكاسرة التي تسرح فيه وتمرح ولا يزال فيه إلى اليوم جنس من الدب من النوع الذي يسميه الإفرنج وفيه أنواع من الثعالب والذئاب وضروب من الطيور وينبت فيه من النباتات ما ينبت في جبال سورية عامة وتجود فيه الكروم فوق ١٤٤٠ متراً من سطح البحر وبعد هذا العلو يطلع البلوط والملول وعلى علو ١٥٠ متراً من الكروم ينبت نبات الصمغ السراس وعلى علو ١١٥٠ إلى ١٦٥٠ يكون شجر مثمر ولكنه بري وثمره يؤكل وعلى السفح الغربي من الجبل يجود اللوز في مكان يدعى عقبة اللوزة. واللوز صنفان كما أن الخوخ الضخم صنفان وفي الجبل نوع من الكراز والأجاص وتنبت فيه أصناف أخرى من الثمار البرية وهو قاحل لا خضرة فيه إلا من سفحه الجنوبي حيث تنبت بعض النباتات مثل السيكران وغيره وجميع سفوح الجبل صعبة المرتقى غير مخصبة لقلة التربة فيها وفقدان المياه بعد أيام الربيع ولا يبعد أن السفوح القريبة منه كانتفي القديم مغروسة بالحراج والغابات الغبياء إلى الأمكنة التي يساعد هواؤها على الإنبات.
وفي الأطراف الغربية من جبل الشيخ أي بين جبل الشيخ وجبل البقاع الشرقي أودية وتلول يقال لها وادي التيم نسبة إلى تيم الله بن ثعلبة تفله عن وادي الليطاني الأعلى سلسلة تلال تمتد شمالاً إلى عين الجر في البقاع وعلى تلاله قرى عديدة تبلغ خمسة وعشرين