ولم يذكر ياقوت وادي التيم في معجمه بل ذكر يبوس وقال أنها اسم جبل بالشام بوادي التيم من دمشق وإياه عنى عبد الله بن سليم بقوله: لمن الديار بتولع فيبوس.
قلنا وجبل يبوس هو الغالب فيما رواه الزبداني ومنه الآن قرية كفر يبوس وهو المعروف بوادي الحرير ووادي القرن وإلى هنا كان يتصل عمل وادي التيم وكان هذا الوادي في القرن الثامن من معاملة كرك نوح بالبقاع وله إقليم مع ما يضاف إلى الوادي المذكور ثلثمائة وستون قرية تعد من عمل دمشق.
وزراعة وادي التيم ضعيفة وأكثر قراه جميلة على أكمة الأرض وربما كانت نفوسه نحو ٢٥ ألف نسمة فقط أما طرقه فأصعب وأوعر طرق ومياهه فليلة ومتوسطة الجودة بطعمها ونفعها وقد تشح أيام القيظ فيقاسي الأهلون منها شدة وعناء.
هذا وفي اليوم الثالث والعشرين من أيام رحلتنا ركبت ورفيقي دابتين من راشيا فبعد أن اجتزنا سبل عيحا أو مستنقع قرية عيحا دخلنا في وادي بكة وجزناه في ست ساعات إلى التكية إحدى محطات السكة الحديدية بين بيروت ودمشق وبالقرب من هذه المحطة شلال بردى يولدون منه الكهرباء لمدينة الفيحاء ومنها ركبنا القطار عائدين إلى دمشق.
ماذا رأينا في رحلتنا
تحملنا في رحلتنا هذه المشاق المختلفة ما لا نكاد نكابد بعضه لو طفنا قارتي أوربا وأميركا وذلك رجاء أن نعود منها بفائدة نطلع عليها الأمة والحكومة وها قد كتب لنا ذلك بقدر ما سمح الوقت فرأينا أن لا نقصر بحثنا على أحوال البلاد الجغرافية والتاريخية والزراعية بل أن نتعداه إلى البحث إجمالاً في شؤونها الاقتصادية والإدارية.
أول ما يقع عليه النظر ويسر يتحققه الفؤاد انتشار أعلام الأمن في الكور التي جسنا خلالها بعد أن كان السائح يخاطر بروحه وماله لو أحب فيما مضى أن يطوف تلك البلاد. والأمن ولا شك حسنة من حسنات هذه الحكومة الدستورية التي ترجو بالعدل دوامها بالمدينة الراقية أحكامها ونظامها.
بيد أن في هذه الكور قصوراً يلحق الأهلين وقصوراً يعود على الحكومة وأهم ما نطالب به الحكومة بعد الأمن إحقاق الحق في البلدان الصغرى ليذوق الناس طعم الحكومة الحرة حقيقة لأنا لو نظرنا إلى حال الأقضية نراها وحواضر الولايات والألوية سواء من هذا