بك مبعوث الأستانة معه في تأسيسها وكان اسمها وقتئذٍ (طنين). وقد هاجم الثائرون مطبعتها في ثورة ٣١ آذار ودمروا إدارتها بعد أن نهبوا ما فيها من الأثاث والعدد والحروف والأدوات المطبعية فتعطل صدورها مدة ثم عادت إلى الانتشار بعد عودة السكون إلى ربوع فروق وانطفاء نيران ثورتها العسكرية. وأراد حسين جاهد بك الذي استقل بها بعد الحادثة المذكورة وأصبح صاحبها الوحيد لا يشاركه فيها مشارك أن يؤلف لها شركة ذات أسهم فلم ينجح لعدم إقبال الناس على شراء سهامها. وقد اشتدت في المدة الأخيرة المناقشات القلمية بينها وبين تنظيمات لسان حال حزب الأحرار المعتدلين فتدخل الديوان العرفي وعطل الجريدتين فصدرت (جنين) بدلاً من طنين لصاحبها جاويد بك ناظر المالية السابق ولم تستمر في عالم الصحافة إلا بضعة أيام فلحقت بأختها طنين وقام مقامها سنين الحالية لصاحبها إسماعيل حقي بك بابان مبعوث بغداد. وهذه الجريدة التي نشر بقلم حسين جاهد بك مشهورة بإلقاء بذور الشقاق بيت العناصر العثمانية فهي التي أوقدت نيران العداوة والبغضاء بين العنصرين التركي والرومي بعد أن انطفأت وزالت في أوائل الدستور وهي التي أيقظت فتنة الأرناؤود النائمة وهي التي حركت أِجان البلغلر بمطاعنها عليهم وهي التي فتحت باب مسألة العرب والترك بطعنها على النواب العرب ونسبة الارتجاع سوء النية إليهم ووسعت الهوة بين الشعب العربي والحكومة بنشر مقالات إسماعيل حقي بك بابان مبعوث بغداد الذي طعن على البغداديين وطلب تجريد الكتائب على العراق لتأديب أهلها كما طلبت أخيراً صب (دوش) بارد على رؤوس أهل سورية وزادت الطين بلة بنشر مقالات أحمد شريف مخابرها المتجول في سورية. وتعد هذه الجريدة نصف رسمية ولسان حال جمعية الاتحاد والترقي لعلاقتها الشديدة برجال الحكومة والتصاق صاحبها جاهد بك بالجمعية ولنفوذ كلمته في الدوائر الرسمية. وهي مثل جريدة إقدام من حيث الحجم وعدد الصفحات ويطبع منها كل يوم ٦ - ٧ آلاف نسخة وأكثر رواجها في مدن الروم ايلي مثل سلانيك وادرنة ومناستر.
٥ - ترجمان حقيقت. جريدة اتحادية طائشة مفرطة في التعصب الجنسي تصدر مساء كل يوم ولها راتب معين من الحكومة. صاحبها مختار سيد بك ورئيس تحريرها حسين كاظم أفندي خطتها كخطة جريدة (سنين) يطبع منها كل يوم ما يقرب من ألفي نسخة يروج