على الأمة واحتكار الوظائف والمناصب لأنفسهم ولذويهم وترفع عقيرتها بالشكوى من تحكم هؤلاء الرؤساء بالنواب الذين يقاومون نياتهم ومشروعاتهم واحتقارهم للعناصر التي تطالب بحقوقها المهضومة. وهناك قسم آخر من الجرائد السياسية لا يعرف لها مبدأ تميل مع الهواء فتراها يوماً مع الحكومة والجمعية على المخالفين ويماً آخر مع المخالفين على الجمعية والحكومة فهي تسير حسبما تقتضيه الأحوال.
أما الجرائد في العاصمة فانه تقسم إلى قسمين: سياسية وفنية فالسياسية أيضاً تقسم إلى قسمين: سياسية جدية وسياسية هزلية وهذه أسماء الجرائد السياسة الجدية حسب قدمها:
١ - إقدام: جريدة رشيدة عاقلة يومية خطتها المخالفة اعتدال. صاحبها ورئيس تحريرها أحمد جودت بك. أسست قبل عشرين سنة وعطلت في الدور السابق مرة لهفوة صغيرة وردت في مقالة عيد الجلوس فحركت أشجان الاستبداد وتعطلت قبل سنتين مرة أخرى بسبب ما ورد في رسالة مكاتبها اليمني من الكلمات الجارحة عن الشعب العربي التي أوجبت هياج الطلبة العرب في الاستانة. وتصدر هذه الجريدة الآن باسم (بكى إقدام) أي إقدام الجريدة وعدد صفحاتها ثماني. يطبع منها ما يقرب من عشرة آلاف نسخة في اليوم.
٢ - صباح. جريدة يومية أسست مذ ٢٠ سنة لصاحبها مران أفندي الأرمني ورئيس تحريرها ديران كلكيان أفندي الشهير بأفكاره الصائبة. له مقالات شائقة تنشر في صدر الجريدة. يطبع منها كل يوم ١٠ - ١٢ ألف نسخة بقطع كبير ولا يعرف لهذه الجريدة خطة معينة فهي يوماً مع الحكومة ويوماً عليها ويعدها بعضهم لسان حال الشعب الأرمني.
٣ - يكى غزته. جريدة يومية أدبية خطتها انتقاد مبدأ الجمعية وسير الحكومة والوزارة ومقاومة ما يصدر منها من الأمور المغايرة للقانون الأساسي. أسست قبل ثلاث سنوات وصاحبها وهجي بك ومديرها المسؤول شكري كامل بك. يطبع منها كل يوم ما يقرب من ٨٠٠٠ نسخة وقراؤها كثيرون في الأستانة وفي الولايات الأناضولية. ولكتاباتها وقع كبير في نفوس رجال الحكومة وفي المحافل الرسمية.
٤ - سنين. جريدة يومية مفرطة في التعصب الجنسي مروجة أفكار القائلين بحاكمية الشعب التركي على بقية الشعوب العثمانية استناداً على حق تأسيس الدولة. أسست في الأيام الأولى من الدستور بأموال حسين كاظم بك والي حلب الحالي واشترك حسين جاهد