٣٢٠ ج أول لم تبرح المادة التي طبعت من كتب العرب نزرة بالنسبة
لما يقتضيه تأليف كتاب في هذا الموضوع الجليل باللغة العربية ولكن
رصيفنا صاحب الهلال استعان بما طبع من كتبنا في الشرق والغرب
وبعض ما كتبه الإفرنج عن آدابنا بالإنكليزية والإفرنسية والألمانية
فجاء هذا الجزء يشتمل على تاريخ اللغة العربية وعلومها وما حوته
من العلوم والآداب على اختلاف موضوعاتها وتراجم العلماء والأدباء
والشعراء وسائر أرباب القرائح ووصف مؤلفاتهم وأماكن وجودها أو
طبعها. وهذا الجزء خاص بعصر الجاهلية وعصر الراشدين والعصر
الأموي أي من أقدم أزمنة التاريخ إلى سنة ١٣٢ هـ -. وهو منسق
مبوب مفهرس على طريقة حسنة وقد وجدنا له كلاماً في تفصيل كلام
شاعر على شاعر كنا نود أن يعزوه لأهل هذا الشأن ممن كتبوا كتبهم
في عصر نضارة اللغة وكانوا هم شعراء مطبوعين بالطبع كما رأينا
المؤلف قال بما لم يقل به أئمة التاريخ والثقات من رواة الأخبار من
أن الإسلام (المسلمين) أبادوا مكاتب الفرس ومصر وكما أرادوا هدم
إيوان كسرى وأهرام مصر (ص ٥٦) والمعروف الثابت عند المحققين
من علماء العرب والإفرنج أن نسبة إحراق مكاتب الفرس ومصر
للمسلمين فرية افتراها خصوم الفاتحين دسوها حتى تلقفها من لم يكن
لهم عهد بتصحيح الأخبار والمعروف من هدم المسلمين لأهرام مصر
أن المأمون أحب أن يعرف ما في داخله فأمر بنقب جهة واحدة منه
خدمة للتاريخ والآثار لا عملاً بمبدأ الخراب والدمار. وإلا فإن في