بعض عصور الظلم قد دكت الجوامع والمدارس أيضاً وكثيراً ما تنقض
بنية جامع مشهور لتؤخذ أنقاضه إلى جامع آخر في بلد آخر أو قطر
آخر وهذا لا ينسب للإسلام بل للجاهلين من المسلمين وإن شئت فقل
للمخربين من المتلغبين. وما نظن أحداً من المحققين قال بان الإسلام
كان السبب لتكاثر الشعراء العشاق (ص ١٤٠) الانتشار التسري
وركون القوم إلى الرخاء حتى إذا نضح المدنية الإسلامية تحول ذلك
إلى التهتك والتخنث وكذلك قوله (ص ٢٤٠) أن التشبيب هان على
المسلمين بعد عهد الخلفاء الراشدين مع أن المعروف أن التشبيب
موجود في الجاهلية والإسلام ولكن أخبار الجاهلية كلها لم تبلغنا وربما
كان في مخطوطات بعض مكاتب الغرب والشرق شذرات منها تجلو
لنا كثيراً من الغوامض إذا أردنا الاستقصاء في هذا المعنى وإلا فالحكم
المبرم بقليل رأيناه عل كثير مما لم نره قد يؤدي إلى ركوب متون
الأغلاط. وعلى كل فنشكر صديقنا المؤلف ونتمنى له التوفيق إلى إتمام
كتابه.
التاريخ الكبير
للحافظ أبي القاسم بن عساكر عني بتربيته الشيخ عبد القادر بدران
طبع بمطبعة (روضة الشام) بدمشق سنة ١٣٢٩
لم يبق أحد ضرب بمعرفة تاريخ الإسلام إلا وتشوق كثيراً لنشر كتاب الحافظ ابن عساكر المتوفي سنة ٥٧١ هـ في تاريخ دمشق وقد صحت عزيمة الشيخ عبد القادر بدران من فضلاء دمشق على فنشره فنر منه إلى الآن ١٢٨ صفحة محذوفة التكرار والأسانيد وحذا أسانيد الأحبار في محلها ونقح الحوادث حسب الإمكان وبين مراتب الأحاديث التي رواها