أناديه ولم أرَ من أنادي ... وأسأله النوال فلا يجيب
أقول له وقد أحصى ذنوبي ... من الحسنات أن تحصى الذنوب
يعاتبني وقلب الحرّ أدرى ... بما تطوي الأضالع والجنوب
ويزعم أنني ثمل طروب ... وما أنا ذلك الثمل الطروب
أخيّ أعر مناديك ابن سمع ... يصيخ إلى الدعاء ويستجيب
عساك ترد من ذا العتب عني ... لنفسك أو إلى العتبى تثوب
أراك أرتبت من حالات نفسي ... وما في النفس من حال يريب
أعد نظراً تجد عذري صريحاً ... وعذر المرءِ آونة مشوب
فما كانت قطيعتنا جفاءً ... فيوهم ظنك الحلمُ الكذوب
فكن مني على ثقة وحول ... ظنونك أن بارقها خلوب
فما أنا من تغيره الليالي ... وتثنيه الحوادث والخطوب
ينوب بهاك لي عن كل حسن ... وما عن حسن وجهك من ينوب
إذا ما عنَّ ذكرك لي تنزت ... له كبدي وطار بها الوجيب
أعيذك من جوى شبت لظاه ... ببينك واستمرَّ لها الشبوب
وأشفق أن أبثك بعض ما بي ... وبعض الغيب يعلمه اللبيب
أؤمل أوبة مما تقضى ... واعلم ما تقضى لا يؤوب
فمن عبثت بنا نطف التصابي ... ومالت للقبول بنا الجنوب
فبينا تجمع الشملَ الأغاني ... إذا بالشمل فرقه نعيب
بنفسي ما بنفسك يوم شطت ... (أبو شهر) وسرت ولا صحيب
أقمنا برهة والفجر طفل ... بطلعته قرون الليل شيب
وسرنا والهموم لها انسياب ... علينا والظلام له دبيب
وعجنا راكبين اليم فلكاً ... وهل أغني الفوارس ذا الركوب
بواخر من بنات الماء شماً ... على هام السحاب لها سحوب
تحلق كالعقاب بنا وتهوي ... هويّ الطود أوهته الخطوب
ولم يرعِ الحشا منا ومنها ... صعود بالعواصف أو صبوب