التخالف في الأمور المجتهد فيها الغير المنصوص عليها سنة جرى عليها السلف ومنهج سلكه هذا العصر كبار الخلف فنثني الثناء الأطيب على الأستاذ المؤلف فهو يعلم قومه يعلم قومه بعلمه وعمله ودروسه وتصانيفه ومقالاته ولا يفتر عن الاجتهاد في خطته وأمثال من يذكرون أسس الخرافات والأوهام ويرفعون من شأن العلم والعقل بين أهل الإسلام.
كتاب القضاة
الذين ولوا قضاء مصر
تأليف أبي محمد ين يوسف ين يعقوب الكندي وذيله لأبي الحسن أحمد ين عبد الرحمن ابن برد نشره الأستاذ ريشارد غوتهل من جامعة كولمبيا في نيويورك وطبعه بول كوتنر في باريز في مدينة رومية العظمى سنة ١٩٠٨م ص١٦٧
كان البحث في أحوال الشرق من خصائص علماء المشرقيات من الأوربيين وها قد أصبحنا نرى من الأميركيين ميلاً إلى الإطلاع على أحوال الشرق والنظر في علومه وآدابه وهذا الكتاب شاهد بذلك فقد طبع طبعة جيدة بحروفها وورقها وكنا نود أن يوفق ناشره إلى تعريته من أغلاط الرسم والتحريف وأكثره من الأصل بالطبع قضت الأمانة على المؤلف أن يبقي ما رآه على حاله ولكن غلط الناسخ لا يبرر الناشر والطابع كما أن الكاتب لا يرحم القارئ وعلى كل فقد ظهر هذا الكتاب على الأسلوب المتعارف في طبع الغربيين لكتبا محلى بتعليقات بالإنكليزية والفارسية والرواة وأسماء الواضع والقبائل والأمم الواردة في متن الكتاب.
وأسلوب المؤلف على سبيل الرواية كالمحدثين حسن الأداء يستفيد المطالع منه أموراً كثيرة ولا سيما في الأقضية الغربية التي صدرت عن حكام مصر وغير ذلك من الحالة الاجتماعية في القرون الأربعة الأولى في مصر وقد قسم المؤلف كتابه إلى سبعة أجزاء دخل كل واحد منها في بضع ورقات والذيل فيه في جزء واحد والأصل المنقول كان في دمشق نقل في الخامس من صفر سنة أربع وعشرين وستمائة للهجرة وعجيب حال الكتب في تنقلها: كتاب عربي يؤلف في مصر فينقل من دمشق ويعثر عليه أميركاني فيلتزم طبعه فرنساوي وتطبعه مطبعة طليانية.
وإليك أنموذجات تستدل بها على أسلوب المؤلف قال: حدثنا محمد بن يوسف قال حدثني