انب أبي معاوية حدثني خلف عن أبيه عن جده أن أبا عون عبد الملك بن يزيد عزل عبد الرحمن بن سالم عن القضاء وولاه الديوان. وحدثنا محمد ين موسى الخضرمي قال حدثنا ياسين عن يحيى بن بكير قال أهل أبي سالم الجيشاني يقولون أنهم من معافر وفيما وجدت في ديوان بني أمية براءة زمن مروان ين محمد فيها بسم الله الرحمن الرحيم من عيسى بن أبي عطاء إلى خزان بيت المال فأعطوا عبد الرحمن بن سالم القاضي رزقه لشهر ربيع الأول وربيع الآخر سنة إحدى وثلثين ومائة عشرين ديناراً واكتبوا بذلك البراءة وكتب يوم الأربعاء لليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى وثلثين ومائة وقال في مكان آخر: حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا أحمد بن داوود ابن صالح قال حدثني محمد بن أبي المغيرة عن ابن وزير عن أبي زين كيدان عبد الأعلى ابن سعيد الجيشاني تزوج امرأة من بني عبد كلال فقام بعض أوليائها في ذلك وأنكروه وترافعوا إلى أبي خزيمة فقال ما أحل ما حرم الله ولا أحرم ما أحل الله إذا زوجها ولي فالنكاح ماض فارتفعوا إلى يزيد بن حاتم وهو الأمير يومئذٍ فقال يزيد ليس عبد الأعلى من أكفائها وأمر أبا خزيمة بسفخ نكاحها فامتنع أبو خزيمة من ذلك وفرق بينهما يزيد ابن حاتم حدثنا محمد بن يوسف قال حدثني أبن قديد عن عبيد الله عن أبيه قال، قال عبد الأعلى بن سعيد الجيشاني لما فرق يزيد بين الكلالية وبينه:
وأعلنت الفواحش في البوادي ... وصار الناس أعوان المريب
إذا ما عبتهم عابوا مقالي ... لما في القوم من تلك العيوب
وودوا لو كفرنا فاستوينا ... وصار الناس كالشيء المشوب
وكنا نستطيب إذا مرضنا ... فصار هلاكنا بيد الطبيب
وذكر المؤلف في ترجمة عبد الرحمن العمري الذي ولي قضاء مصر من قبل هارون الرشيد سنة خمس وثمانين ومائة أنه كان لا يشدد بأطراف الغناء على مغاني أهل المدينة ويبرز كثيراً في مجالسه ولا يتحاشى أن يقول هذا غناء ابن سرح وهذا به الدلال وهذا من جيد غناء العريض ولم يكن بمصر مستمعه (لعلها مسمعة) إلا ركب إليها يسمع غناءها وربما قوَّم ما انكسر من غناءها ويرى ذلك من الدين.
ومما كتب عن هذا القاضي العمري من القضايا في مسجد رث واستهدم فأمر ببنائه قوله: