معجمه من الأغلاط لو تجسمت لقامت بين يديك كالجبال الشامخة. وليس هنا موطن ذكرها. هذا فضلاً عن أنه فاته ألفاظ ومواد كثيرة جاءت في القاموس أو تاج العروس بل في أصغر معاجم اللغة ودواوينها وهي لا توجد فيه ولا ذكر لها أو لمادتها أو أصلها في ديوانه.
قلت: والمراد من كلام ابن برّي: رئيس الركاب هم ركاب السفينة لا غير كما يتضح تبيانه في ما يلي من الكلام وإيراد النصوص وكما يظهر معناه لأول وهلة. وأما الاستيام بالسين فقد وردت في تاج العروس. قال في لسان العرب مصحح طبعه في هامش مادة م ل ط: قوله والمتملطة الخ كذا بالأصل هنا (أي الاشتيام بالشين) وشرح القاموس قال: وسيأتي في ل م ظ وقد ذكر الاستيام هناك بالستين المهملة وعزاه للتكملة. وحرر كتبه مصححه. أهـ قلت أنا: والاستيام وردت كثيراً من نسخ كتب التاريخ كمؤلفات الطبري والمقدسي لا بل وقد قال الجواليقي ١٥٤) أن اللفظ الفصيح الصحيح هو الاستيام بالسين وشرحها هناك بمعنى: صاحب المتاع مع أن الكاتب نفسه ذكرها في كتابه المعرَّب باشين وإن وردت في بعض نسخ كتابه القديمة بالسين إذ يقول: السبيحي والجمع السيابحة: قوم من السند يكونون مع اشتيام السفينة البحرية وهو رأس الملاحين أهـ. ولم يذكرها الخفاجي في كتابه شفاء العليل.
والظاهر أن لغتها بالسين أي الاستيام أفصح من الاشتيام بالشين المعجمة. لأن بعض أهل الجزائر يقولون إلى عهدنا هذا: ستم السفينة أوقفها في المرسى أو أرساها هنيهة من الزمان. وقد تلقى دوزي هذه الكلمة من الكتب ورىها هناك مكتوبة بالميم الممتدة لا بالميم الطويلة والملم الممتدة تشبه الراء أي أنه رىها مخطوطة: ستم فقرأوها ستمر واثبتها في معجهمطه ستمر قال: معناها أي ستمر (وهو لم يضبطها بل وضع بجانبها الرقم الروماني للدلالة عَلَى أنها من وزن الأول من الرباعي أي ستمر وعزاها في الآخر إلى أي نقلاً عنه. فانظر إلى هذا النقل وإلى هذا الإسناد. وقد وقع مثل هذا الغلط المتولد من سوء قراءة الميم لطابع كتاب البلدان لابن الفقيه الهمذاني وهو العلامة ذي خوي في الصفحة ٩ قال: فيه (أي في البحر) سمكة يقال لها الأطمر (هكذا وردت مضبوطة بالوجهين أي عَلَى وزن دغفل وزيرج) وما هي إلا كلمة أطم كتبت ميمها الأخيرة ممدودة