بشكل راء أي هكذا أطمفظنها القارئ أو الناسخ أو الطابع أو من تشاء ميماً وراء. فصارت أطمر ونفس الكلمة أطم مصفحة عن أطوم. فانظر إلى هذه اللفظة التي تطورت أطواراً بيد الكتاب وقالوا فيها أيضاً لطوم. وظلوم ولطم. ولظوم ولطيم وغير هذه التصحيفات إلى ما شاءت أهواء النساخ والقراء.
وممكن ذكر الاستيام بالسين المهملة غير الصاغاني في التكملة التاج في م ل ط ومصحح اللسان في م ل ط أيضاً والجواليقي وهو أبو القاسم في كلامه عن لغة الملاحين.
وأما جمع اللفظة فلم يرد في كتب اللغة إلا أنه ورد مكسراً أو صحيحاً في كتب المؤرخين وأصحاب وصف البلدان. فقد جاءت اللفظة مكسرة في كتاب المقدسي المسمى بأحسن التقاسيم ص ١٠ قال وصاحبت مشايخ فيه ولدوا (أي في المحيط الهندي) ونشأوا من ربانيين وأشايمة أو في رواية وأسلمه (هكذا مكتوبة بدون نقط) وقد جاءت مجموعة جمعاً سالماً في تاريخ الطبري في عدة مواطن منها في قوله: حتى إذا استمرت الحرب أمر الجذافين والاشتيامين أن يحثوا السير. . . ومنها في قوله الآخر: فصكت الشذوات بعضها بعضاً حتى لم يكن للاستيامين والجذافين فيها حيلة ولا عمل فاحفظ الجمعين تصب إن شاء الله تعالى.
٢ - معنى اللفظة عَلَى التحقيق
يتحصل هذا المعنى من كتاب تاريخ الطبري. قال في حوادث سنة ٢٥١هـ ... ٨٦٥م ما
قد مر بك أن لغويي العرب قالوا في معنى الاشتيام والاستيام: رئيس الركاب والملاحين ولم يخرجوا عن حيز هذا المعنى. إلا أن المعنى الأصلي كان لرئيس الملاحين أو لرئيس السفن البحرية الذي بيده الأمر والنهي وكل ما يتعلق بسير السفينة أو إيقافها إلى غير ذلك. نصه: ولخمس بقين من صفر دخل من البصرة (إلى بغداد) عشر سفائن حربية تسمى البوارج. في كل سفينة اشتيام وثلثه نفاطين ونجار وخباز وثلثون رجلاً من الجذافين والمقاتلة ومن هذا النص يؤخذ أن الاشتيام (وفي نسخة الاستيام) هو كبير البارجة البحرية ويقابله بالفرنسية '
وقال في حوادث سنة ٢٦٥هـ ... ٨٧٨م: واستخلف (الجبائي) عَلَى الشذوات الاشتيام الذي
يقال له الزنجي بن مهربان فهنا المراد بالاشتيام أمير الشذوات كلها (وهي ضرب من