السفن البحرية والنهرية التي تتخذ في الحروب) فيكون معناها بالفرنساوية
وذكر في حوادث ٢٦٧هـ ... ٨٨٠م. محمد بن شعيب الاشتيام والمراد به رئيس المراكب
البحرية الحربية لأنه يقول بعد ذلك: خرج الجبائي وسليمان في الشذوات والسميريات وقد كان أبو العباس أحسن تعبئة أصحابه فأمر نصيراً المعروف بابن حمزة أن يبرز للقوم في شذواته ونزل أبو العباس عن فرس كان ركبه ودعا بشذاة من شذواته قد كان سماها الغزال وأمر اشتيامه محمد بن شعيب باختيار الجذافين لهذه الشذاة وركبها إلى آخر الرواية مما يدل عَلَى أن محمداً هذا كان تحت إمرته عدة شذوات وسميريات.
ومما يزيدنا ثباتاً في هذا الرأي كلام ابن صاحب الصلاة إذ يقول: تقلد الحكم عليها (السفينة) اشتيام ذو تيقظ واستبصار. وعليه فكلمة الاشتيام تدل عَلَى ما يقابله بالفرنسية
هذا هو المعنى الأصلي عَلَى التحقيق في عهدالعباسيين. لكن لما انقطع العهد بالمحاربة عَلَى الشذوات والسميريات وبقي القوم يركبون السفن المذكورة لغاية التجارة والسفر أصبح الاشتيام بمعنى رئيس الركاب والملاحين معاً وله محل خاص كما في السابق لا يجلس فيه غيره وسموا هذا المقعد المتلمظة أو الملمطة كما سيجئ ذكرها. ولا يمكن أن يتصور الواحد أن يكون مقعد خصوصي لغير كبير السفينة. مثلاً أن يكون لخازن أمتعتها أو لخازن أطعمتها أو كما تخيله بعضهم فالمقعد الخاص هو للرجل الممتاز بين الجماعة والمتقدم فيهم لا غير.
٣ - الاشتيام والاستيام من أصل يوناني لا من أصل فارسي أو إرمي
قد مر بك أن لين العلامة الإنكليزي قال أن اللفظة من الفارسية وهي فيها أستايام أي رئيس خيل البريد والجال هذه اللفظة غير موجودة في لغة الفرس لا بالمعنى الذي ذكره لين ولا بمعنى آخر.
وأما العرب فقد رايت أنهم يشيروا إلى عجمة اللفظة وكل مرة ذكروها اعتبروها كأنها عربية محضة مع أنها لا مناسبة بينها وبين مادة ش ت م أو س ت م وعليه فمن المحال أن تكون عربية المنبت.
بقي علينا أن نقول إما أنها من أصل إرمي وإما من أصل يوناني. وزقد ذهب المستشرقون