إلى أنها من أصل إرمي فقد قال فرنكل وذي هوي وباين سمث ولاوي وبكسترف وكل من تلا تلوهم أنها من إشتياما أي الاشتيام مبنىً ومعنىً وفسروها بالخاتم أي الذي يضع الختم عَلَى الشيء بعد أن يسده أو يغلقه. وقالوا أن معناها كما ذكره بابن سمث صاحب المتاع المحمول في السفينة أي يقابلها بالفرنسية وهي مشتقة من ش ت م: الإرمية أي سد وختم وسدم وسطم.
قلت: إني لا أنكر أن كون اللفظة جاءت أيضاً بمعنى صاحب الأمتعة المحمولة في السفينة. إلا أن هذا المعنى فرعي وأقدم معنى وصل إلينا هو المعنى الأول: أي رئيس الملاحين الموجودين في سفينة واحدة وفي عدة سفينة بحرية كانت أو نهرية. حربية أو تجارية ثم إن فعل شتم أو ستم الإرمي لم يرد إلا قليلاً وزلم يأت في كتب الإرميين بالمعنى المذكور فالذي جاء في معجم ابن بهلول في معنى اشتياما: هو صاحب المتاع المحمول في السفينة كما نقله عنه باين سميث. ولم يذكر الفعل شتم أو ستم الإرمي. وجاء في كتاب دليل الراغبين في لغة الآراميين ص٤٤ اشتياما: صاحب وسق السفينة أيضاً: خليفة تاجر الصحراء ووكيله ويحمل له الأثمار إلى الأهرآء لوقت الغلاة بأجرة معلومة اهـ. ولم يذكر كلمة الاشتيام العربية كما لم يذكر في كتابه الفعل شتم أو ستم. مع أتن هذا الفعل قريب إلى العربية وهو فيها سدم الباب وسطمه بمعنى سده. وفسر الأب برون اليسوعي اشتيامابما معناه: الساد أو السادم ومنه: واضع الأمتعة في مكان مغلق ولاسيما أمتعة السفينة وعندي أن الاشتيام إذا كانت مأخوذة من الإرمية فالإرمية غير مشتقة من فعل شتم أو ستم بل من اليونانية وهو اسم فاعل من فعل أي أوقف وأرسى وهذه تقال عن السفينة كما تقال تلك الرجل بل عن كل شيء. ومنه الفعل العربي المعروف عند هل الجزائر أي ستم بمعنى اوقف السفينة وأرساها. ولهذا السبب أيضاً قال الجواليقي أن الاستيام أفصح من الاشتيام. كما أن الاستيام وردت في التكملة ولم ترد فيها الاشتيام. فالسين فيها تبعاً للأصل اليوناني والشين لغة فيها. زكثيراً ما يقلب العرب السين المهملة شيناً ولاسيما إذا جاورت التاء كما يفعل الألمانيون في لغتهم. فقد جاء في العربية: جاحشته في جاحسته: إذا زاحمته. (عن ابن السكيت) وشمرت السفينة سمرتها: إذا أرسلتها (وهنا السين لم تجاور التاء) وقالوا: أنشفت لونه وانتشفت بمعنى واحد (عن أمالي تغلب) إلى غير ذلك. واللفظة اليونانية توافق