كل الموافقة لمعنى الاشتيام لأن برئيس المركب أو المراكب يناط إيقافها وإجراؤها وتدبير أمرها كما يتضح لأدنى تأمل.
٤ - المتلمظة أو المتلمطة والسلوقية
لو كان معنى الاشتيام في الأصل صاحب الأمتعة المحمولة في السفينة لما أفردوا لبها محلاً خاصاً به كما بينا ذلك قبيل هذا. لأن مثل هذا الرجل يجلس عَلَى أمتعته أو بجانبها لا في موطن ينفرد فيه والحال إننا نعلم أن للاشتيام موطناً خاصاً به ومقعداً يقصد فيه هو ولا يقعد فيه غيره يسمون المتلمظة قال في تاج العروس في ل م ظ: الملمظة (وهو لم يضبطها لا بالقلم ولا بالنص) مقعد الاستيام (هكذا بالسين المهملة) وهو رئيس الركاب والملاحين كما في التكملة. وسبق مثل ذلك في م ل ط (أي المتلمطة بتقديم الميم عَلَى اللام) ولا أدري أيها أصح. اهـ كلام التاج. وما بين هلالين هو من كلامنا. قلت: الأصل هو المتلمظة بتقديم اللام عَلَى الميم وهي مشتوقة من تلميظ الحية يقال: تلمظت الحية: إذا أخرجت لسانها. لأن الاشتيام يكون في مكان عال مشرف منه عَلَى البحر لينظر إلى يمينه ويساره وإلى أمامه وورائه متلفتاً تلفت لسان الحية ليتمكن من تسيير سفينته وحفظها من الخطر وإجرائها في محل أمين. كما هو معلوم عن محل الأشاتمة في يومنا هذا. ويفردون له محلاً خاصاً لكي لا يلهو بأحاديث الناس أو بما يحدث حواليه فينصرف ذهنه إلى ما لا يهمه ويقابله بالفرنساوية
'
واللسان لم يذكرها في (ل م ظ) إلا أنه ذكرها في مادة ر ب ع قال في الصفحة ٤٥٦ في السطر ١٧: والمتلمظة (وقد ضبطها بضم الميم وفتح التاء واللام وكسر الميم المشدودة والظاء المنقوطة المفتوحة وبهاء في الآخر) مقعد الاشتيام وهو رئيس الركاب. أما صاحب التاج فقد ذكرها في كلتا المادتين (م ل ط) و (ل م ظ) وقد ذكرها اللسان في م ل ط المتلمطة (ولم يضبط حركة اللام المشدودة): مقعد الاشتيام. والاشتيام: رئيس الركاب اهـ. قلت: والمتلمطة تصحيف المتلمظة ولم يذكر هاتين اللفظتين لا القاموس ولا محيط المحيط ولا أقرب الموارد ولا مد القاموس تأليف لين ولا دوزي ولا الجوهري ولا الفيومي ولا صاحب الباروس ولا صاحب الأوقانيوس ولا سائر المعاجم الإفرنجية كغوليوس وفريتاغ