للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقزميرسكي. فيا له من إغفال وقع فيه أغلب اللغويين.

هذا وأنت ترى مما تقدم أن العربية تحتاج إلى معاجم تجمع جميع الألفاظ العربية المذكورة في دواوين اللغة الواردة في محلها أو في غير مظنتها. وأن يثبت فيها المعاني عَلَى اختلاف ما وردت في الأعصار ليكون ذلك المعجم مورداً ينتابه اللغوي كلما احتاج إليه ويجد فيه كل ما يحتاج إليه. إذ قد رأيت مما مر بك من الألفاظ ومباني لم تكن تظن أنها وجدت عند العرب لأنهم لم يكونوا من المشهورين بالملاحة والبحارة. ومع ذلك فقد تحققت وجود ألفاظ لا تجد لها حرفاً واحداً مقابلاً لها في لغة الأعاجم الحاليين مع تبحرهم في المدنية والعمران ومع تبسطهم في وضع الألفاظ لأدنى اختلاف في المعنى المرادف أو لأدنى تفاوت في معناه. فيا لها من لغة جمعت فأوعت ومدت سماطاً فأشبعت. وإن نسب إليها القصور بعض المتهوسين للغات الأجنبية وبهذا القدر كفاية ستبصر.

ومثل المتلمظة: السلوقية: قال ابن عباد في كتابه المحيط ونقل نصه الصاغاني في العباب وأورده أيضاً الفيروز أبادي في القاموس: السلوقية: مقعد الربان من السفينة اهـ ولم يزيدوا عَلَى هذا القدر ولم يذكروا أصل اللفظة وعندي أنها آرامية الأصل من فعل سلق الذي اسم مصدره سلاقاً ومعناه الارتفاع والعلو. لأن الربان يكون في أعَلَى موضع من سفينته ليرقب ما حواليه من متسع البحر ويقابله بالفرنساوية وهي مشتقة من بل هي مصغرها ومعناها الكثيب تصغير كثيب وهو تل الرمل كأن السلوقية تكون بعلو الكثيب ليشرف منها الربان عَلَى البحر.

(الخلاصة) يتحصل مما تقدم ذكره وشرحه أن الاشتيام والاستيام من باب الإطلاق والتغليب هو ' ' وإذا أريد به رئيس الملاحين فهو ' وإن جاء بمعنى رئيس الركاب فهو وإن عنيت به صاحب الأمتعة فهو ناظر المتعة أي وأما المتلمظة والمتلمطةفهو مقعد الاشتيام أي المقعد الذي يقوم بإجراء السفينة في نوبته لأن الأشاتمة يتناوبون في تدبير أمر السفينة ويقابله بالفرنسوية وأما السلوقية فهو أرفع مكان يكون في السفينة ويكون مقعداً للربان وهو بالفرنسوية.

فقد جاء عندهم في شرحهم هذه اللفظة ما معناه: هي ما يبني بناية خفيفة فوق الجسر الأعَلَى من مؤخر السفينة وهو عبارة عن ربع طول المركب ويعلوا نحواً من مترين