للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب! فهو إذا لم يكن عليماً بخصائص الجير والجص والتراب وما شكل ذلك فما ذلك أن يبنيه ببيت وإنما هو تل من الأنقاض وكثيب من أخلاط المواد نعم وليس جديراص أن يبقى عَلَى دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه مائة مليون من الأنفس ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن وإني لأعلم أنه عَلَى المرء أن يسير في جميع أمره طبق قوانين الطبيعة وإلا أبت أن تجيب طلبته وتعطيه بغيته. كذب الله ما يذيعه أولئك الكفار أن زخرفوه حتى خيلوه حقاً وزر باطل وإن زينوه حتى أوهموه صدقاً ومحنة الله ومصاب أن ينخدع الناس شعوباً وأمماً بهذه الأضاليل وتسود الكذبة وتقود بهاتيك الأباطيل وإنما هو كما ذكرت لكم من قبيل الأوراق المالية المزورة يحتال لها الكذاب حتى يخرجوها من كفة الأثيمة ويحيق مصابها بالغير لا به.

وهكذا أخذ المؤلف يسرد حالة العرب في الجاهلية وفي الإسلام وكيف قام الرسول وما عمله بعبارات تشف عن روح عالية ولا غزو فهي الفلسفة ومحال أن تنطلي عَلَى فيلسوف عارف مثل هذه الحقائق. ثم ذكر البطل في صورة شاعر واستشهد بدانتي شاعر الطليان وشاكسبير شاعر الإنكليز ثم ذكر البطل في صورة قسيس فذكر لوثير البرنستانتية ونوكس البيوريتانية ثم أورد البطل في صورة كاتب ومثل ذلك بجونسون وروسو وبارنز ذم ذكر البطل في صورة ملك ومثل لها بكرومويل ونابليون والثورة الإنكليزية.

كل ذلك نقله المعرب كأنك تقرأوه بلغته مع الاحتفاظ بالسلاسة واستشهد أحياناً بأبيات من الشواهد العربية أدمجها بالمناسبات وتكاد الألفاظ غير الفصيحة التي وقع فيها المترجم تعد عَلَى الأصابع وهي مما عمت البلوى ونحب أن تكون مثل كتابة السباعي عارية منه وإن كانت كالوشم في الوجه أو الخال في الخد وذلك مثل قوله ص٦٢ نوايا والصحيح نيات وفي الحديث إنما الأعمال بالنيات ٦٦ تضحية النفس الأولى المفاداة ٦٨ لأربعين من قرابته من ذوي قرابته ٧٣ النقطة الهامة المهمة وص٢ أوعرت فيه تلك السبيل وأوعشت وقامت فيها القحم والعقبات والموارط والهلكات. . . وأزمت الكروب وتشنعت المحن ٣٩ بعقوبة صارمة والأولى شديدة ٨٤ وأساليب وعوائد الأولى عادات.

وقد صدر الكتاب برسم مؤَلفه كارليل وطبع أجود طبع فنثني الثناء الأوفر عَلَى معربه وناشره ونستمطر شآبيب الرحمة عَلَى مؤلفه.