أبداً تعيش عَلَى مغالبة ... الدهر يخفضنا ويرتفع
ونراه يبتدع الخطوب لنا ... حتى تفانت عنده البدع
لم تنتفع بتجارب سلفت ... وأخال لسنا بعد ننتفع
أشياخنا يمشي بهم كلف ... وشبابنا يجري بهم ولع
يتحاربون عَلَى فؤادهم ... والحرب تأخذ ضعف ما تدع
ماذا لهم لله درهم ... الناس قد عفوا وهم جشعوا
إن القصور بهم مقتعد ... مثل القبور بهن مضطجع
أبني المسيح وأحمد انتبهوا ... ودعوا رجالاً منكم هجعوا
جاؤوا الورى والأمر ملتئم ... ثم انتثنوا والأمر متصدع
لم يرض أحمد والمسيح بما ... صنعوا فلا ترضوا بما صنعوا
أرواحكم من بعضها قطع ... وجسومكم من بعضها بضع
لا تحسبن خلافكم ورعاً ... إن ائتلافكم هو الورع
الملك تعليه مدارسه ... تلك المساجد فيه والبيع
ويحب تموز (لعاشره) ... لا تذكر الآحاد والجمع
لمن الطلول كان عرصتها ... للموت منحرث ومزدرع
آياتها ورسومها درست ... وخلا بها مشتى ومرتبع
سكانها عن محلها نزعوا ... ولطالما في خصبها رتعوا
أسلافها في غابها أمنوا ... وبنوها في سوحها فزعوا
شمخ الزمان بهم وقد شمخوا ... واليوم يخشع إذ هم خشعوا
وقد زل عنه الصفو أجمعه ... وانتاب فيها الأزلم الجذع
كم عاش في آجامها بطل ... كالليث لا وإن ولا طلع
ثبت نجرد في مفاضته ... يلفي الدجا درعاً فيدرع
يلقى الردى والبيض مصلته ... وأسنة الخطى تشترع
والخيل غضبها في أعمتها ... والنطق منطبق ومنقشع
تمشي اللواحظ منه في ملك ... يسو الجلال به فيتضع