أغنى بمخطوطاتها وأحسن بتنسيقها كما أن الخزانة الزكية أغنى بمطبوعاتها النادرة. ولكل منها مزية تختلف باختلاف محيط صاحبها وأسبابه ومعارفه. ومن غريب الاتفاق أننا كنا هذه المرة أيضاً مع أستاذنا الشيخ طاهر الجزائري يوم زيارة المكتبة الزكية زيارة طويلة لنستملي من صاحبها البحاثة بعض ما لقفناه عنه آنفاً.
عَلَى أننا نعرف خزانته منذ ثماني سنين وكان حفظه الله رخص لنا بالاختلاف إليها يوم كانت في داره بعابدين أي وقت أحببنا، كما فعل الآن، وإنا نأخذ منها ما نشاء ونرجعه متى نشاء، وقد فعل هذه المرة كذلك ولم يخص بهذه النعمة الأدبية إلا أفراداً معدودين من أصحابه. وإنا لنرجو في الختام أن تطول أيام أحمد زكي باشا لينفع مصر وكل قطر يعلمه ويعلم هذا الشرق العربي بهمته ويزيد في نهوضنا العلمي والأدبي بمشاركته الغربيين ومنافستهم في إحياء آثار سلفنا.