للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعله أقبح من الذي نهيته عنه وفي ذلك أقول شعراً:

ولا نهيت غوياً من غوايته ... إلا استزاد كأني كنت أغريه

ولا نصحت له إلا تبين لي ... منه الجفاء كأني كنت أغويه

وقال في المؤاخاة: لا تؤاخ أحداً إلا عَلَى اختيار منك له وارتضاء منك به واتفاق منه لك فإذا اتفق أمركما كذلك فاعلم أن كلاكما يحسن ويسيء ويصيب ويخطئ ويحفظ ويضيع فوطن نفسك عَلَى الشكر إذا حفظ وعلى الصبر إذا ضاع وعلى المكافأة إذا أحسن وعلى الاحتمال والمعاتبة إذا أساء فإن معاتبة الصديق إذا أساء أحب إلى الحليم من القطيعة في معاشرة من تؤاخيه وفي ذلك أقول شعراً:

وإذا عتبت عَلَى امرئ أحببته ... فتوق ضفر عتبه وسبابه

والن جناحك ما استلان لوده ... واجب أخاك إذا دعا لجوابه

واحرص من أن تعرف موقعك من كل أحد حتى من أبيك وأمك فمن السخافة أن تكون لأخيك فيما يحب ويكون فيك فيما تكره وما أقبح أن تكون له فيما يكره ويكون لك فيما تحب واعلم أن من تنفعك صداقته ولا تضرك عداوته الكريم الذي إن أحسنت إليه كافأك وإن أسأت إليه عاقبك وأما من تضرك عداوته ولا تنفعك صحبته فهو الجاهل السفيه اللئيم وفي ذلك أقول شعراً:

من الناس أن يرض لا تنتفع به ... ولكن متى يسخط فما شئت من ضرر

ضعيف عَلَى الأعداء لكن قلبه ... اشد إذا لاقى الصديق من الحجر

وقال في تقلب الدنيا شعراً:

إنما الدنيا سراج ... ضوءه ضوء معار

بينما غصنك غصن ... ناعم فيه اخضرار

إذ رماه الدهر يوماً ... فإذا فيه اصفرار

وكذاك الليل يأتي ... ثم يمحوه النهار

وقال في المداراة: إذا هبطت بلداً أهلها عَلَى غير ما تعرف وأنت عَلَى غير ما يعرفون فألزم كثيراً من المداراة فما أكثر من دارى ولم يسلم فكيف لم يكن منه مداراة وفي ذلك أقول شعراً: