للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نصف الكتاب وبعد ذلك فأشياءٌ إن لم تضر لم تنفع.

وهو على اشتماله على هذين الوصفين اللذين هما من أقبح أوصاف المؤلفات فهو العمدة لعامة المسلمين وأكثر طلبة العلوم الشرعية وأكثر انتشاراً بينهم. ولقد أرى أن نسخه التي نشرت في مصر لا تقل عن مائة ألف نسخة فسد بواسطتها عشرة أضعاف هذا العدد من المسلمين ودخل عليهم في دينهم ما ليس منه من حديث موضوع وتفسير مفترى. ومن العجيب أنه لا يوجد في علماء الإسلام من ينهى الناس عن نشر مثل هذه الكتب المفيدة للعلوم والشرائع المضرة بالأخلاق والعقائد وقد لا يخلو بلد من بلاد الإسلام عن قوم من أهل العلم ولو قليلين يعرفون ما في هذه الكتب من المفاسد ولا يحظرون على الناس استعمال هذه الكتب لاتقاء شرها بل ربما سئلوا عنها فأثنوا عليها خيراً مسايرة لأميال الناس عامة ومصانعة لهم فيما هو من أهم مهمات الدين.

وأما تفسير الجلالين بحاشيتيه الجمل والصاوي فهما يساويان تفسير الخازن انتشاراً وكثرة تداول إلا أن انتشار الخازن بين العوام أكثر وانتشار هذين بين الخاصة نعني طلاب العلوم الشرعية أكثر. فأما الشرح فهو غاية في الاختصار لا يمكن الاستقلال به في فهم كتاب الله تعالى مع علل فيه أخر يعلمها من جمع بينه وبين بعض تفاسير المتقدمين الموثوق بها وبمؤلفيها وأما حاشيتاه الضخمتان فهما من مؤلفات متأخري أهل العلم بمصر وحسبك هذا في معرفة منزلتيهما بين المؤلفات. . .

وأما الكشاف ومختصره للقاضي البيضاوي فهما المشكلة التي لا تحل إجمالاً وإغلاقاً وغموضاً ولشدة عراقتهما في ذلك أكثر المتأخرون من تعليق الحواشي والشروح عليهما لبيان عباراتهما وتوضيح مقاصدهما حتى لو جمعت الحواشي والشروح التي عليهما لا ربت على ألف مجلدة وما ذكره صاحب كشف الظنون مما كتب عليهما قليل من كثير ولولا أنهما بحيث يخفيان إلا على من ألف حل الرموز والطلاسم واستخراج المخبآت لم يعتن من جاء بعدهما بالتوسع في الكتابة عليهما والمبالغة في توضيح غوامضهما. وفوق هذا كله اشتمالها على مسائل كثيرة خارجة عن التفسير بالمرة لا ترتبط فيه بوجه من الوجوه كالمسائل الكلامية التي حشيا به كتابيهما وهي ليست من فن التفسير ولا من متعلقاته وإنما كان الغرض من ذكرها بيان معتقديهما والاستشهاد له بكتاب الله.