وكم من فقيه خابط في ضلالة ... وحجته فيها الكتاب النزل
والملحد يشحن كتابه بالكفر والخرافات وأنواع الإلحاد ويجعل القرآن حجة على كفره ويؤول النصوص القرآنية للوصول إلى هذا الغرض كما فعل أهل التفسير من المتصوفة ومن قرأ تفاسيرهم لم يصدق أن القرآن أنزل بلسان عربي مبين. وأكثر الناس يقرؤون كل ما يبصرون ويعتقدون كل ما يقرؤون لا يفرقون في الأقوال بين حق وباطل ولا في الرجال بين مسلم ومبتدع وملحد والأمر لله العلي الكبير.
ومجمل القول في علم التفسير أنه مهجور بين الطلاب طلاب العلوم الشرعية في الممالك الإسلامية كلها وأن من نظر منهم في كتاب من كتبه نظرة من غير قصد أو بقصد لا يصحبه شيء من الاعتناء والاهتمام وعنايتهم بالدواوين الشعرية على أنهم لا يتعاطون نظمه ولا يحسنون لو تكلفوه فوق اعتنائهم بعلم التفسير أضعافاً مضاعفة. والذي يقرؤون شيئاً من كتب التفسير يشتغلون بكل شيءٍ سوى التفسير فيضيع المقصود من الفن فيما بين تلك المباحث التي لها أول وليس لها آخر.
والذي ينظر فيما طبع من نحو قرن في مصر وهي محط رجال العلوم الدينية وكعبة العلوم التي يفد إليها الحجاج من جميع الآفاق والقدوة لجميع أهل الأمصار يرى العجب العجاب. يرى أن الذي طبع منها إلى الآن تفسير الجلالين بحاشية الصاوي وبحاشية الجمل. البيضاوي بحاشية الشهاب. الكشاف بقطعة من حاشية السيد. تفسير فخر الدين الرازي. تفسير أبي السعود. النسفي. تاج التفاسير. ابن جرير الطبري طبع من نحو سنتين فقط. الدر المنثور للسيوطي. تفسير ابن عباس وبعض تفاسير ضئيلة.
هذه هي كتب التفاسير التي تتداولها أيدي الناس اليوم وهي التي يعتمد عليها طلاب العلوم الشرعية في تفسير كتاب الله جل شأنه والوقوف على المراد منه.
فأما تفسير الخازن وهو أكثر كتب التفاسير تداولاً وأعظمها انتشاراً بين عامة المسلمين وطلبة العلوم الشرعية فهو الكتاب الذي يقف القلم حائراً عند وصفه لا يدري ما يقول فيه وما الذي يحذر به المسلمين منه وخير ما يقال فيه أنه مجموعة الأكاذيب ولا أرى إلا أن الإنسان لو جرد ما فيه من الأكاذيب الموضوعة على لسان رسول الله (ص) والأقاصيص الكاذبة التي وضعها اليهود كقصة بابل والغرانيق وارم ذات العماد وغيرها لكانت فوق