القاهرة وهذا الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة كتب سينشرها بعد أن يلقيها دروساً عَلَى طلاب الجامعة وهو يحتوي عَلَى وصف قارة أفريقية وأحوالها الطبيعية والجغرافية مثل أنهارها وبحيراتها وجبالها وجزائرها ومعادنها وحيواناتها وأجناسها البشرية وصناعاتها ووصف ضاف لبلاد مراكش والجزائر وتونس وطرابلس وبرقة والصحراء الكبرى وما فيها من الأمور الطبيعية والصناعية عَلَى أسلوب استبيان به أن المؤلف ذاق فنه كل الذوق وأحسن في شرحه وجميع المواد اللازمة من كتب الجغرافية القديمة والحديثة والتاريخ والرحلات ولاسيما الرحلات التي كتبت بالألمانية والإنكليزية والإفرنسية بحيث جاء الكتاب مجموعة فوائد يود كل عربي أن يرى مؤلفه موفقاً إلى نشر الأجزاء الباقية من كتابه بهذا التوسع النافع والوصف المشبع وقد رأينا بعض تساهل طفيف وشيء من الألفاظ نقل عن الإفرنجية بغير الألفاظ المألوفة مثل قوله الكوارتز (ص٣٥) وهو الصوان والبازلت (ص٥٥ و٦٣) والمشهور الحجر البركاني والجرانيت وهو المعروف بالشام بالشحم واللحم وهو نوع من الصوان والكوتشو ويترجمه المترجمون بالمطاط والأردواز ويترجمونه بلوح الحجر وقال أيتوبيا ورأس عشم الخير والدين الفتشي وجزيرة زنزبار ولو قال بلاد الحبشة والزنوج ورأس الرجاء الصالح والدين الوثني وجزيرة زنجبار لتابع العرب والمألوف في ترجمته. وهناك بعض أغلاط مطبعية مثل قسنطينة وعسى أن يحرر كل ذلك صديقنا المؤلف في الطبعة الثانية ويضيف إلى كتابه الخرائط العربية التي وعد بها فأغفل الطابعون إلحاقها بها ونشكره عَلَى غيرته عَلَى الآداب والمعارف.
ربما كانت هذا الكتاب من أوائل الكتب العصرية التي أبرزتها عقول أبناء الإسلام في الغرب الأوسط وقد ضمنه المؤلف مباحث تجارية وقتية عَلَى أصول الفقه المعمول به في الجزائر أفاض في القسم الأول في الفقه التجاري الفرنسوي وفي الثاني بمسك الدفاتر وفي الثالث بالمراسلات التجارية الوقتية بعبارات سهلة كثيراً ما يمزجها المؤلف - وهو محدث ومدير مدرسة فاس - بألفاظ إفرنجية لها مقابل بالعربية ولكنها شاعت كذلك في تلك البلاد