للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أطال عن زحلة وذكر أخبار البيع والمآوي (أنطيوش) وتاريخ إنشائها. وبيع لبنان ليست من الكاتدرائيات المهمة ولا من العاديات القديمة بل إن أكثر بيوتها صغيرة حديثة لا يهم التاريخ ولا فن البناء متى أنشئت. ونحن نسامحه فيما اقتبسه من مجلة المقتبس (ص٤٠) من نقل خلاصة ما كتبناه في رحلتينا إلى قلمون الأسفل وقلمون الأعلى فيالسنة الرابعة والخامسة ولم يعزه إلينا مع أنه من مشاهداتنا وتحقيقاتنا الخاصة لم يسبق لأحد قبلنا أن خاض عبابه فيما نعلم.

ولا نوافق المؤلف دعواه في أن اسم زحلة مأخوذ من زحل الرجل عن مكانه إذا تنحى متباعد منه المزحل اسم مكان للموضع يزحل إليه أو مصدر ميمي وتمحله الأسباب لهذه التسمية وكذلك لا نستحسن استشهاده بقصيدته في وصف مناظر زحلة (ص١١) فإنها ليست من الشعر المستملح وأين قصيدته من قصيدة خليل أفندي مطران في وصف خرائب بعلبك وكان عَلَى المؤلف أن لا يفوته ذكرها خصوصاً وقد استشهد بشعر هو دون تلك الطبقة بمراحل مثل شعر المعلم نقولا الترك فإنه ليس من الشعر الواجب تدوينه إذ هو عار عن صفات الشعر.

وقد توهم (ص٣٧) أن القبة الكائنة عَلَى جبل قاسيون بدمشق هي قبة المرصد الفلكي الذي كان بناه الأمويون (والحقيقة أن الباني هو المأمون العباسي ثم أولغ بك التتري) مع أن هذه القبة محدثة من جملة المناور التي كانت توقد فيها النار لنقل الأخبار في الليل كما كان الحمام الزاجل يطير بالنهار وطرز بناء القبة لا يتجاوز المئة السابعة للهجرة ولا نذكر أننا قرأنا لها اسماً إلا في كتاب عجائب المقدور في أخبار تيمور وهو مما كتب في القرن التاسع.

وأخطأ في قوله (ص٣٨) أن بيت لهيا هي الآن من قضاء راشيا وكانت قديماً من غوطة دمشق والصحيح أن قريتين كانتا معروفتين بهذا الاسم إحداهم في وادي التيم لا تزال معروفة والأخرى في الغوطة خلافاً لما قلناه في رحلتنا بين بلاد الآراميين والفينيقيين في السنة السادسة من المقتبس كما أنه أخطأ في استنتاجه (ص٤٠) أن جبل قلمون سمي بهذا الاسم اليوناني ومناه الإقليم ومناخ لأن جودة هواء هذا الجبل مشهورة وليس في اليونانية ما يشعر بهذه التسمية.