هذا التمييز لا يكون على أتمه إلا عند الشعوب القصيرة النظر فما يذهب إليه بعض الشعوب من تفضيل البيض على الزنوج والصفر والحمر هو من الأوهام التي لا تبرر إلا إذا كانت هذه الميزة من حيث العقل. وليس للأبيض أن يزعم أرجحيته على المتوحش وغير التمدن إلا إذا كان هو متمدناً بعقله واقتداره وبذلك تهيأت له القوة الاجتماعية وإذا حاد عن ذلك يرجع القهقرى ولا يمكن مما أراد إلا بالظلم وإبادة من فتح بلادهم وغلبهم على أمرهم. فليس في الواقع غير جنس واحد من البشر وهو الجنس البشري عامة ولا يكون اشتراك سياسي واجتماعي بين السود والبيض إلا إذا عدل هؤلاء عن اتخاذ قاعدة واهية في أعمالهم تشعر بأن قوى الأجناس أفعل من الوحدة البشرية.
مكاتب الأطفال
لا تزال الولايات المتحدة تكثر من تأسيس المكاتب ليختلف إليها الأطفال خاصة وقد جربوا في نيويورك بأن جعلوا في سقوف إحدى خزائن الكتب غرفاً للمطالعة فصرت عند ما تزور هذه السقوف بعد الظهر ترى فيها نحو ٤٠ أو ٥٠ طفلاً يطالعون الكتب والصحف في الهواء الطلق ولذلك ستكون سقوف المكاتب الثلاثة التي تنشأ الآن في نيويورك على أحسن وضع بحيث لا يضيع فراغ منها إلا فيما يفيد.
سرعة التأثر والانفعال
الايستزيومتريا آلة توضع على الرأس لمعرفة سرعة التأثر والانفعال وطرقه المختلفة اخترعها فبير أحد علماء ألمانيا في القرن الماضي وهي كالبركار في شكلها أنيطت بها دائرة ذات درجات وطرفاها رقيقان جداً فتجعل أطرافها على الجلد ريثما يشعر المصاب بألم ويختلف ابتعاد أطراف هذه الآلة بحسب الحالة العصبية وتكون الداء في عضو من الأعضاء. وبهذه الآلة يعرف مقدار التعب العقلي. وقد جرب الآن الأستاذ بينه من كلية السوربون في باريس بمعونة لجنة مؤلفة من عشرين عضواً فعل التأثر بواسطة هذه الآلة في عدة من مدارس باريس فتبين له أن التعب العقلي ناتج من طبيعة العمل ومدته والساعة التي يجري فيها فيبلغ تعب عقول التلاميذ في صفوف المساء أرقى درجاته وذلك لقلة الدم في الدماغ بعد الطعام وإن اشتغال التلميذ مساءً في منزله يحدث تعباً كثيراً كما يتعب في أثناء الامتحانات. وقد نشر الأستاذ غريسباش الألماني في هذه الآونة أيضاً بحثه في هذا