للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سلطانية عربية في بيروت ومثلها في دمشق تعلم العلوم كلها باللغة العربية. وهاتان المدرستان إذا أنشئت خمس مثلها في بغداد والبصرة وصنعاء ومكة والموصل توشك أن يكون من أثر مهما كانت درجة تعليمها الرسمي منافع للناس فتفيدهم في تهذيبهم وتكون لكثير من الطلبة مدارس إعدادية تهيئهم للدخول في الجامعات الكبرى واتخاذ الأعمال الاستقلالية ومن هذه الطبقة ينشأ العلماء والمفكرون والباحثون.

ثلاثة عوامل أنشأت هذه النهضة: المدارس الأهلية وما يلحقها من إقبال أرباب اليسار على تخريج أبنائهم من مدارس الغرب العليا. والجمعيات الخيرية التعليمية وتعددها. والصحف والمجلات والكتب وكثرة انتشارها لرخص أثمانها، ولو ضم إليها عامل رابع آخر هو ارتقاء فن التمثيل وتسهيل غشيان دوره على طبقات جميع الشعب كافة لتمت الأمنية من إنهاض هذه الولايات من كبوتها ولما انقضت ثلاثون سنة إلا وهي على مستوى مصر برقيها الأدبي.

وبعد فإن ما يبلغنا عن قطري اليمن والحجاز لا يصح أن يكون من مجموعة ما يستدل منه على أنه حدث فيهما شيء في العهد الأخير من حيث النهوض العلمي الحديث والغالب أن للفتن والتعصب يداً طولى في هذا التنبت ولعل الحوادث تعلم المستنيرين من أهلهما ما يجب عليهم القيام به وتدفعهم إلى العمل بالعهد الذي أخذه الله على العلماء في تعليم الجهلاء.