المؤمنين في رقعة من الأرض مقدارها ثلاثون فرسخا في مثلها فأشبهت حال ملوك الأندلس بعد الفتنة حال ملوك الطوائف من الفرس بعد قتل دارا بن دارا.
لما جرى كل هذا وقويت شوكة دولة المرابطين أصحاب يوسف بن ناشفين فقتلوا سنة ٤٨٥ بني المظفر ملوك مغرب الأندلس وكان ملجأ للآداب وقبلة أمال العلماء والكتاب نظم أبو محمد عبد المجيد بن عبدون من وزراء الأندلس قصيدته المشهورة التي يقول في مطلعها:
الدهر مفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور
أنهاك أنهاك لا ألوك موعظة ... عن نومه بين ناب الليث والظفر
فالدهر حرب وأنا لبدي مسالمة ... والبيض والسود مثل البيض والسمر
ولا هوادة بين الرأس تأخذه ... يد الضاربة بين الصارم الذكر
فلا تغرك من دنياك نومتها ... فما صناعة عينيها سوى السهر
ما لليال أقال الله عثرتنا ... من الليالي وخانتها يد الغير
في كل حين لها في كل جارحة ... منا جراح وان زاغت عن النظر
تسر بالشيء لكن كي تغر به ... كالا يم ثار إلى الجاني من الزهر
والقصيدة في خمس وسبعين بيتا عدد فيها بعد هذه المقدمة ما لقي أبناء الزمان وبعض أمراء الأيام من بوائق الحدثان وقد شرحها شرحا مستوفي ابن بدرون الأندلسي وطبعت في أوربا في جملة ما طبع من كتب الأندلسيين نشرها دوزي المستشرق الهولندي.
مجموع رسائل
في أصول التفسير وأصول الفقه جمعها وعلق حواشيها المرحوم الشيخ جمال الدين القاسمي طبعت بمطبعة الفيحاء في دمشق سنة ١٣٣١ ص٦٣
هي ثلاث رسائل الأولى في أصول التفسير للإمام جلال الدين السيوطي وهي أهمها لأنه لم يسبق إلى الآن في الأيدي متن أو رسالة يحوي لباب ما يبحث في النفسي إلا هذا الذي انتخبه ناشر الرسائل من نقابة السيوطي. والرسالة الثانية في أصول الفقه لابن حزم والثالثة مجمع الأصول ليوسف بن عبد الهادي وعليها كلها حواش تبين غوامضها.
تاريخ الجهمي والمعتزلة