وتتكاثف الأبخرة المتحللة منهم وتبطي وتقل وتتراد في أبدانهم لعدم الحركة لا يعرف احد منهم بمكرمة ولا شجاعة ولا كرم ولا أريحية ولا ترنح ولا منهم ذو صورة جميلة ولا من له صوت حسن البتة ولا علم من العلوم ولا بعمل من الأعمال الدقيقة ولا من الصنائع الحسنة والأفعال المستحسنة قد غلب عليهم الكمد ولعمري لقد أقمت بالفيوم إلى حين تأليف هذا الكتاب مدة تزيد على شهرين في موضع عالي البناء رحب الفناء مكشوف من جهاته الأربع للهواء فما سمعت فيها بعرس ولا اجتماع طائفة لأنس ولا مر في طريقها احد فترنم أو غلبه ترنح فغنى أو على مذهب الفقراء زمزم بزهم في غاية الغلظ والخشونة قليل البقاء عند استعماله موصوف الغزل بضعفه وانحلاله بخلاف ما حولهم من البلاد وأغناهم لحومها قحلة رخوة كثيرة العروق عديمة الدهن قد غلب عليها العجف مع كثرة العلف لا يوجد فيها سمين البتة كأنه في المذاق تبن وكأنه في الفم وقت المضغ خرقة يلوكها الإنسان أو قطعة لبن وضعت فوق اللسان وطعامهم لعدم الآلية بشحم الكلى لا يدهن السلى وألبانهم لا تنعقد ذلك الانعقاد المعروف وخبزهم رخو إلى الغاية لكن إذا بقي يوماً وليلة يبس وصار كالبقسماط لا لذة في طعمه.
والكتاب ملحق بفهرس من عمل السيد الببلاوي أيضاً كسائر الكتب التي أحيتها بالطبع دار الكتب الخديوية العامرة.
قاموس القضاء العثماني
الجزء الخامس لمؤلفه سليمان أفندي مصوبع
طبع بمطبعة العرفان في صيدا سنة ١٣٣٢ - ١٩١٤
ظهر الجزء الخامس من هذا القاموس اللطيف وهو كالأجزاء السالفة بتبويبه وتنسيقه وحسن تأليفه يفيد كل طالب في علم الحقوق وراغب من العثمانيين في دراسة القانون فلمؤلفه الشكر على نشاطه وقد بلغ ما صدر من صفحات هذا الكتاب إلى آخر هذا الجزء ٦٠٠ صفحة ولا يزال في حرف الدال.