لأبي العباس الشيخ شهاب الدين احمد بن عبد الله بن احمد بن عبد الله بن سليمان بن إسماعيل القلقشندي الشهير بابن غدة طبع بمطبعة الرياض ببغداد.
على نفقة سليمان أفندي الدخيل
سنة ١٣٣٢ ص٣٧٢
مؤلف هذا الكتاب هو صاحب صبح الأعشى الذي تكلمنا عليه في الجزء الثالث من هذه السنة وكتابه هذا في معرفة قبائل العرب والعلم بأنسابها رتبه على حروف المعجم وذكر في مقدمته ما يحتاج إليه في علم الأنساب ومعرفة القبائل وفيه خمسة فصول الأول في الأنساب وفائدته الثاني في بيان من يقع عليه اسم العرب وذكر أنواعهم الثالث في معرفة طبقات الأنساب الرابع في مساكن العرب القديمة التي منها درجوا إلى سائر الأقطار الخامس في أمور يحتاج إليها الناظر في علم الأنساب. ثم الحق ذلك بمقصد تكلم فيه على انساب قبائل العرب وفي جملة لك ذكر عمود النسب النبوي وما يتفرع عنه من الأنساب وذكر تفاصيل القبائل مرتبة مقفاه على حروف المعجم وما يتهيأ ذكره من مساكنهم وفي الخاتمة ذكر أموراً تتعلق بأحوال العرب فتكلم على ديانات العرب قبل الإسلام وعلى أمور من المفاخرات الواقعة بين قبائلهم وما ينجر إلى ذلك وعلى الحروب الواقعة بين العرب في الجاهلية ومبادئ الإسلام وعلى نيران العرب في الجاهلية وأسواق العرب المعروفة فيما قبل الإسلام وأمور يحتاج إليها في علم الأنساب ومعرفة القبائل وقد خدم المؤلف بكتابه خزانة أبي المحاسن يوسف الأموي القرشي عزيز المملكة المصرية وسفيرها ومدير الممالك الإسلامية ومشيرها وهو المعروف بالمقر الجمالي ومدحه في المقدمة في صفحتين وعاد في ص٢٨ فمدحه أيضاً في صفحتين نظماً ونثراً وبالغ فيه مبالغة الثعالبي بأبي الفتح الميكالي الذي قدم له كتاب فقه اللغة.
جمع هذا الكتاب فأوعى من أسماء قبائل العرب ومساكنهم ونقل من ثقات المؤرخين كابن فضل الله وأبي الفدا وابن جرير وابن خلدون والحمداني. والحمداني هذا كما قال فيه القلقشندي صفحة ١٧٧ كان مهمندراً ومن شأنه معرفة العرب الواصلين إلى الأبواب السلطانية وليس هو الهمداني صاحب صفة جزيرة العرب (المطبوع في ليدن سنة ١٨٨٤) فإن هذا من خير من عني بالبحث في قبائل العرب ومنازلهم ولكن يصعب الكشف عنهم