ولسلطانه وأنه وحده يحول دون أوروبا وما تشتهيه من وضع حد لسلطة السلاطين المطلقة بمحاولتهم إدخال الإصلاحات على المملكة العثمانية ولطالما قدم هذا السفير المال إلى السلطان والمقربين منه. وهكذا كانت تعمل روسيا الرسمية ولكنها كانت من جهة أخرى توقد جذوة الاضطراب وتدس الدسائس في جميع الولايات العثمانية. فكانت أموال الروس ونفوذهم تشتغل في بلغاريا والبوسنة وألبانيا والجبل الأسود والصرب ورومانيا. وإذا أيقنت روسيا الرسمية أن طريق الأستانة يمر من فينا وبودابست صرفت وكدها كلها لتقلب رأساً على عقب بوكوفينا وغالسيا وبوهيميا وهنغاريا روسيا. وكانت تجاهر بأن غايتها الوحيدة تحرير جميع الشعوب الصقلبية وضم شملهم تحت سلطان روسيا الأكبر وتدير هذه الحركة جمعية الاتحاد السلافي في موسكو وهي وإن لم تكن رسمية ولكن كان بعضدها الغراندوقات والقواد ولما تخمرت الثورة وبلغت روسيا الغية من انتفاض البوسنة والهرمك وإلقاء الاضطراب في بلغاريا ثم فرغت الصرب والجبل السود إلى حمل السلاح دخلت روسيا إلى ذاك الميدان علناً وكانت من السرعة في العمل بحيث قام الوطنيون من العثمانيين وأنزلوا عبد العزيز عن عرشه لاعتقادهم بوخامة الحالة ولم تنل الصرب من روسيا معاونة مالية فقط بل بعثت إليها بالمتطوعة وحاولوا دون العثمانية وزحفها ظافرة على بلغراد. ولم تتدخل إمبراطورية النمسا والمجر في الأمر وحالت عداوة غلاوستون للعثمانية دون إنكلترا وعمل شيء وفتحت رومانيا طريقاً للجيش الروسي طوعاً أو كرهاً وعضدت روسيا في حملة ١٨٧٧_٧٨ التي انتهت بهزيمة العثمانيين فأملى الجيش الروسي شروط الصلح على أبواب الأستانة في سان ستيفانو وأنتجت هذه الحرب تأسيس مملكة بلغاريا الكبرى وتوسيع أملاك مملكتي الجبل الأسود واليونان ولم تحظ الصرب وكانت متعلقة بأهداب النمسا والمجر بقسم كبير من هذه الغيمة وكانت رومانيا أعلنت استقلالها من قبل. وإذ كانت هذه الممالك بنات روسيا وهي القائمة على نموها واتساع رقاعها أصبح من الأمور الطبيعية إن تكون أدوات لسياسة الاتحاد السلافي. أما رومانيا واليونان فانهنا وان لم تكونا صقالبة من حيث العنصر فقد انضمتا إلى لواء القيصر بجامعة الدين الواحد. حالت إنكلترا والنمسا والمجر دون تحقيق هذا الحلم الذي طالما حلم به أهله فحدد مؤتمر برلين (من١٣حزيران إلى ١٢تموز١٨٧٨) تخوم بلغاريا وأقترح مندوب