الإنكليز أن تفوض للنمسا والمجر إدارة مقاطعتي البوسنة والهرسك واحتلال بكي بإزار. وحازت روسيا أملاكاً في أوروبا فاستضفت من حليفتها. رومانيا مقاطعة بسارابيا شمالي مصاب نهر الطونة وروسيا نفسها هي التي قدمت البوسنة للنمسا والمجر ولولا ذلك لخال جيش هذه دون دخول الروس إلى الروم أيلي. وقد عمل بسمارك في مؤتمر برلين عمل السمسار الشريف بيد أ، توسطه لم يقنع روسيا المعتادة أن تجد لبناً أكثر عند الحكومة البروسية. فأخفقت المشاريع السلافية وأصبح قواد الروس منذ ذاك العهد ينظرون إلى ألمانيا نظر الخصم الحقيقي وأخذوا يبصرون أن طريق الأستانة يمر ببرلين. دلت التجارب أن روسيا الرسمية المالية لم تعد تستطيع أن تقاوم الجامعة السلافية كثيراً واضطر بسمارك أن يعقد مع النمسا والمجر محألفة كانت تعد موادها منذ زمن طويل على الشروط التي وضعها الوزير اندراسي. وهذه المحالفة تنظر خاصة إلى السياسة العدائية التي سارت عليها روسيا وقد حياها سلسبوري باسم إنكلترا بعين الاستحسان هذه المحالفة التي كانت المفردة في أوروبا فأصبحت روسيا بمعزل وما كان لفرنسا إذ ذاك سوى ميل من الحزب غير الراديكالي الإيطالي عندما وضعت فرنسا يدها على تونس (١٨٨١ - ٨٣) وهكذا تألفت المحالفة الثلاثية التي قامت مقام تحالف الأمبراطورة الثلاثية الموجود سنة١٨٧٣وكانت أواخيها قد انحلت انحلالاً كبيراً فتحققت أمنية بسمارك في ضمان السلم لمملكة ألمانيا والمحافظة على المكانة التي بلغتها بحروب شعواء وما كان يفكر إلا في توسيع روابط تلك المحالفة وإن يدخل فيها ما أمكن من الممالك حتى بلغت بها الحال بعقد عهدة مع روسيا. هذا والمملكة العثمانية تسير في طريق التجزؤ فاحتلت انكلتراسنة١٨٨٢معترفة بسيادة الباب العالي عليها وعلى قبرص وذلك بأن تؤدي إليه الجزية وتحتفظ بالإرادة الخدبوية وفي سنة ١٨٨٥أعلن الروم أيلي الشرقي وكان انفصل عن بلغاريا في مؤتمر برلين انضمامه إلى هذه الأمارة وأصبحت الثورة دائمة في كريت إذ كان عمل روسيا محسوساً في كل هذه الشؤون ولا سيما في إسقاط الشجاع ألكسندر دي باتنبرغ من على عرشه على صورة وحشية لم تجوز النمسا والمجران أن تصبح شبه جزيرة البلقان تحت نفوذ روسيا ولذا كادت الحرب تنشب من أجل ذلك نحو أواخر سنة ١٨٨أنبعث فالنوكي إذ ذاك بلاغاً إلى بطرسبرج فاضطرت روسيا إلى الإذعان وفي ذلك