التاريخ نشرت عهدة التحالف المعقود بين ألمانيا والنمسا والمجر (٧شباط١٨٨٧) وألقى بسمارك خطابه المشهور ضد روسيا الذي قال في ختامه نحن الألمان نخاف الله ولا نخاف سواه فاضطرت روسيا أن تحجم مرة أخرى عما تريد وذلك لأن حركة العدميين () كانت تهدد اليوم بعد اليوم حياة القيصر وأدوات ظلمه ومع هذا لم ترجع عما عقدت العزم عليه وانجلت المحالفة المقدسة بين ممالك الشمال الشرقي انحلالاً أبدياً وكان امتلاك الأستانة على الدوام تفاحة النزاع على نحو ما كانت عليه الحال في أوائل القرن عندما أريد إن يعرف من يكون صاحب المضايق فانحلت بذلك معاهدة نابليون واسكندر الأول إن روسيا لا تحلم باحتلال القسطنطينية مدفوعة إلى ذلك بعوامل تقاليدها القديمة بل إن مصالحها التجارية والسياسية تسوقها إلى الاستيلاء على عاصمة البيزنطيين لأن هذه العاصمة تستطيع أن تسد الطريق على سفنها الحربية كل حين وتحول دونها دون ما تشتهيه من نقل حبوبها إلى مرائي البحر المتوسط وهي أحسن وأقدم المصارف لتجارتها بقيت فرنسا وحدها فأصح من الطبيعي تحالفها مع روسيا وكان الاعتقاد الراسخ منذ سنة١٨٧٥أن تدخل روسيا هو الذي أنقذ فرنسا من غارة الألمان ثانية عليها ليفصدوا فرنسا فصدة تصفي دمها. فعقدت المحالفة بين فرنسا وروسيا سنة١٨٩٣ ووقعت هذه المحالفة الثنائية أمام المحالفة الثلاثية وأخذت أموال لفرنسيس لتسرب إلى روسيا التي لم تتعب من الأفراض (١٥مليار فرنك في٢. سنة) وبذلك تبين أن الموازنة الأوروبية عادت فاستقامت. ولما تخلى عن الدولة العلية حاميها القديم وجهت وجهها بالطبيعة نحو المحالفة الثلاثية واستدل على هذا الانقلاب بسياحة الإمبراطور غليوم إلى الأستانة وفلسطين١٨٩٨ونالت الصناعة الألمانية والأموال الألمانية امتياز السكك الحديدية في آسيا الصغرى وبين النهرين وهي مشاريع تبشر بمستقبل زاهر. وحاربت العثمانية اليونان حرباً خرجت منها ظافرة. لا جرم إن الخوف كان مستوليا على مكدونية فكانت عصابات يونانية وبلغارية تعد للمستقبل عدته ولكن أتفاق حكومتي فينا وبطر سبرج بشأن إدخال الإصلاحات كان ضماناً للحالة الحاضرة ولبقاء الحكم العثماني عليها (١٨٩٧) ولم يجر الوفاق بين النمسا والمجر وبين روسيا على قاعدة التساوي وكان من الحزب الروسي في بلغاريا أن استلم زمام الحكم فيها بعد مقتل ستامبو لوف١٨٩٥وعلى العكس في الصرب المدينة لساستنا بتوسيع بلادها سنة١٨٧٨