للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسقط على فتاة كانت قريبة منه فشكت إلى أبيها فاغلظ له الكلام وكان لا يزال صبياً فقال مورياً وأجاد:

ياسيد الحلم يامن نور حكمته - يهدى به الناس من دان ومن قاص

زللت في شاطئ العاصي إلى رشاء ... عن غير عمد فاضحى الظبي قناصي

وقد شكاني إليكم فاغفروا زللي ... حتى يقولوا غفرتم زلة (العاصي)

وقال في فتاة جميلة لقية متعصبة في الدين كانت تعنقه على مزاحه وتبكيه عند ضحكه

غراء شمس نهارنا من وجهها ... وهلال ليلتنا مثال جبينها

ما كان أطربني لطيب حديثها ... لو أن رقة خصرها في دينها

ودعي مرة إلى صيداء ليخطب في حفلة مدرسية فافتتح بأبيات غزلية وتمحل لشيخوخته عذراً بقوله

قدم الزمان وصبوتي تتجدد ... فكأنني في كل عصر أولد

شيخاً أرى بين الشيوخ وأمرداً ... في المراد مما شاب

قالت غواني الرقمتين وقد رأت ... ثلجالمشيب أظن نارك تجمد

فأجبتها ما الشيب بل لهب الهوى ... في الرأس مما في الحشى يتوقد

قالت مشيبك أسود في ناظري ... قلت الحقيقةأن لحظك أسود

وكان مرة مبحراً من طرابلس إلى بيروت ورفيقه الخواجه موسى مخايل الطرف الطرابلسي ومعهما فتاتين جميلتان عيسوية اسمها مريم وموسوية اسمها سارة فلما نزلا في القارب جلست مريم على مقربة من موسى وسارة قرب إبراهيم فقال المترجم:

شمسان في القارب شنت على ... وجهيهما شمس العلى الغارة

فظل موسى رد عن مريم ... وظل إبراهيم عن سارة

وأرخ زفاف حسناء اسمها لمى إلى رجل ذميم بليد سنة ١٨٦٢م:

زفاف كالحمام لكل نفس ... به شمط الرزابا قد تجلت

وأشد في الحداد مؤرخوه ... لمى سمش ببرج الثور حلت

وقال شيخ كثير المعاصي خضب شعره:

يا خاضب المبيض من فرعه=بالخزي لا يحسن هذا السواد