لاتشرب منها بمره ... لتصبح بالدنيا راقي
ومن تفنناته قوله من قصيد طويل موجهاً بالغناء وألفقه ومورياً:
يبكي (صبا) في حين بتغني (نوي) يلي شفافك تمر خالي من النوى
أحرقت قلبي بالتجافي والنوى ... ما كان ظني فيك تحرق منزلك
ما سمعت في محبوب أحرق مسكنه ... واللي عطاه أياه واللي سكنه
مين عاد من أهل الضمانة يضمنه ... إذا عرف أنك أحرقته وهوإلك
ومن مخترعاته الترصيع في المطلع المخمس المردوف من قصيد طويل
يلي بلحظك بابل الأسحار ... وبصحن خدك كوكب الأسحار
سرك مصون بمهجة المفتون ... ما بتدركوا الأباب والأفكار
سرك مصون بمهجة المفتون ... لولا دموعي والعيون عيون
ياظبي عينك سيفها مسنون
قطع أكباد الغزلان ... وجندل آساد ألفرسان
واستعبد مي وغزلان ... وليلى وعاشقها المجنون
ولحظك صاب أسود الغاب ... برشق حراب وشق كبود
وهز العطف رماح الحتف ... وسل الطرف سيوف الهند
ودار الريح بغير أقداح ... وبلبل صاح بلحن العود
ومال البان وسري بان ... وكان الكان بكاف ونون
سر الهوى مدفوق ... مع دمعة العاشق
يافتنة المخلوق ... ياآية الخالق
قلب ألفتى مسروق ... من لحظك السارق
سر العيون بيسرق الأرواح ... وبيظهر الأخفى من الأسرار
وهكذا إلى آخر هذه الأنشودة البليغة الجامعة لتفننات تأخذ بمجامع القلوب ومن ذلك قوله في مطلع آخر ليس بقابل بلاغة من غيره:
حنوا على المحبوس في حبس الهوى ... ضاقت علي الأرض من أربع قطار
سهرت عيوني وطال ليلي بالنوى ... من طول ليلي نسيت شو شكل النهار