والشمس تاج تجلى فوق هامته ... فلا تسوره أضغان محتدم
ما البدر والنجم إلا الكهرباء سرت ... من حوله فأماطت برقع الظلم
وآلة الطرب الحملان ترتع في ... خصب فيسمع منها أطيب النغم
والظبي يرقم في طرس ألفلاة خطاً ... أحلى لناظره من جولة القلم
والرعد يوجز في إنذاره خطباً ... يكفيه رائعها عن مطنب الحكم
والبرق (برق) بلا سلك يبلغه ... بشرى تلقنها من مصدر الديم
صفت مناظر غدران فكان له ... فيها مرايا جلاها ساقل النسم
عيناه ذي سارقت جفن المها نظراً ... وتلك ناظرة شزراً إلى الأجم
لم يتخذ سمرا توحي إليه بما ... شاءت وتخضب بعض الحق بالكتم
وما توارى لا بحجاب تذود أخا ... قضية قد أسالت قلبه بدم
لم يثنه الغوص في مجرى السياسة إن ... تهزه رقية النفاث في الكلم
ألم تقف تلكم الورقاء تنشده ... من شعرها موقف المثني على هرم
وما أمتطى مركباً كي لا يضاق في ... مطافه أنفس العجفاء الهرم
ومن تولى زمام الأمر في ملا=لم يقل في ساسهم سعياً على قدم
وأذكر أني كنت ذات يوم في مقعد من أحد المنازه العامة وفي يدي صحيفة أكتب بها بعض ما يسنح من الخواطر فوقف علي أحد الأساتيذ فسألني عما أكتب فقرأت عليه من حديث تلك الصحيفة الجمل الآتية: تفرق الأمة يفضي إلى موتها. وأقول التفرق أثر الموت فإن الجسم يموت فتفرق أجزاؤه. أربط نفسك باعتقاداتك تعمل لمن يشب أو ينشأ بعد موتك حتى لا يكون في صدرك حرج إذ تكون بضاعتك بين أهل عصرك كاسدة. يتلذذ المستقيم بعفته كما يتلذذ ألفاسق ببلوغ شهرته ولكن أمام لذة الاستقامة عقبة لا يقتحمها إلا قوي الإرادة. لا تثق في نفسك فيما تدعي من الإخلاص لأمتك حتى يلذ لك أن تصلح الخلل في نظامهم وهم لا يشعرون. إذا وثقت بعرى التوكل على الله لم تحتج أن تمر إلى الحق على جسر من الباطل إن الرجل ليعجب مما يصنع الساحرون أفلا يعجب من لذة تمر على قلبه مر السحاب ثم تنقلب مخازي تلبث في صحيفة حياته أحقاباً. يكفيك فيما تجتني من ثمرة العلم الصحيح أن يرفع همتك عما فتن به الجاهلون من زهرة هذه الحياة. إذا أغلق المحيط