وصغت من الإكليل تاجاً لمفرقي ... ونيطت بي الجوزاء في عنقي سمطا
ولاحت بأطوافي الثريا كأنها ... نثير جمان قد تتبعته لقطا
وعديت عن زهر النجوم لأنني ... جعلت على كيوان رحلي منحطا
وأجربت من فيض السماحة والندى ... خليجاً على نهر المجرة قد غطا
وهي طويلة وكلها من هذا النمط وقال أيضاً قصيدة كتبت بداخل القبة المذكورة وله أخرى كتبت في بهو ها بمرمر أسود في أبيض قال في مطلعها:
لله بهو عز منه نظير ... لما غدا كالروض وهو نضير
رصفت نقوش حلا ورصف قلائد ... قد نضدتها في الصخور الحور
فكأنها والتبر سال خلالها ... وشي وفضة تربها كافور
وكأن أرض قراره ديباجة ... قد زان حسن طرازها تشجير
وإذا تصاعد نده نواً ففي ... أنماطه نور به تشجير
شأ والقصور قصورها عن وصفه ... سيان فيه خورنق وسدير
فإذا أجلت اللحظ في جنباته ... يرتد وهو يحسنه محسور
وكأن موج البركتين أمامه ... حركات السحب صافحته دبور
صفت بضفتها تماثل فضة ... ملك النفوس بحسنها تصوير
فتدير من صفوالزلال معللاً ... يسري إلى الأرواح منه سرور
ما بين آساد يهج زئيرها ... وأساود يعلولهن صفير
وقال أيضاً وكتب في بعض المباني البديعية:
معاني الحسن تظهر في المباني ... ظهور السحر في حدق الحسان
وختمها بقوله:
قصور مالها في الأرض شبه ... وما في المجد من للمنصور ثان
وكان ألفراغ من بناء البديع عام اثنين وألف وفي تاريخه يقول الوزير علي الشياظمي وهو مما نقش في باب الرخام أحد أبواب الربيع:
الحسن لفظ وهذا القصر معناه ... يا ما أميلح مرآه وأبهاه
فهو البديع الذي راقت بدائعه ... وطابق اسم له فيه مسماه