سرى منك مضمون النجاح مسيرة ... وطالعه يا كوكب السعد أسعد
يعني رئيس الوفد الأستاذ الشقيري
سرى لمقر الملك والذين قاصداً ... كما يقصد البيت العتيق الموحد
وما أرق قوله يصف زيارتهم لدار الحرب (ص٢٦٣):
فكدنا نضم الرمح قداً مهفهفاً ... ونلثم حد السيف وهو مورد
وحرف المثل الذي هو أعقد من ذنب الضب بقوله (ص٢٦٤):
إذا أدبروا فالخزي أو أقبلوا الردى ... فموقعهم من ملمس الضب أعقد
ومن الطراز الأول في الكتاب قصيدة في مديح أحمد جمال باشا جاء فيها (ص٢٨٦):
تبيت رعاياه بعين قريرة ... ويقضي سواد الليل يقظان ساهداً
ومن طلب العلياء والمجد لم يكن ... إذا رقد العز المفرط راقدا
فلو أن مجد المرء أخلد ربه ... بقيت على الأيام في الدهر خالدا
ومنها في وصف الأعداء:
أقاموا على شط القنال معاقلاً ... ستبقى لهم يوم اللقاء مصائدا
ويذهل فيهم والدعن وليده ... ويخطىء وجه الشد من كان راشدا
إلى أن يقول في خطاب الممدوح (ص٢٨٨):
ومن نيط يوماً في ملاك رجاؤه ... تناول بالكف المجرة قاعدا
وفي القصيدة بيت يقول فيه (ص٢٨٦):
رمى الله منك الإنكليز بصارم ... صقيل يقد الهند وأني غامدا
يريد: مغمداً أو مغموداً ولعله ألحقه بباب عيشة راضية ولم يسمع في هذا ألفعل.
وأخالني قد أطلت على القراء ولو أردت البحث في كل ما عليه النظر من مليح وقبيح لملأت الحائف الكثيرة وحسب الواقف على هذين المؤلفين أن يجتمع له آثار فريق كبير من شعراء هذا العصر كامين بك ناصر الدين والسيد حبيب العبيدي وشبلي بك ملاط والشيخ مصطفى الغلاييني والشيخ علي الريماوي والسيد بدر الدين النعساني والشيخ عبد الكريم عويضة والشيخ سليم اليعقوبي وغيرهم من رجال الشعر والأدب. وفيها عدد من القصائد التركية وخطب ومحاضرات مفيدة منها للخطيب الكبير الشيخ أسعد الشقيري