للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

انتفاع أميركا

بلغت قيمة صادرات الولايات المتحدة من ٣٠ حزيران ١٩١٤ إلى ٣٠ حزيران سنة ١٩١٦ مقدار سبعة مليارات وبلغت قيمة وارداتها ٣ مليارات و٩ ملايين ريال فكان مقدار صادراتها على وارداتها ٣ مليارات ومليون ريال.

فلكي تستطيع أوربا ودول الإئتلاف تسديد هذه المبالغ الطائلة البالغة ستمائة مليون ريال إنكليزية وربع مليون عمدت إلى ثلاث طرق اقتصادية مختلفة تصون الذهب الموجود في خزائنها بعض الصيانة وهي (١) دفع قيمة البضائع ذهباً (٢) وضع القيمة المذكورة أسهماً مالية أميركية (٣) دفعها من المال المأخوذ من قروض تعقدها دول الإئتلاف في الولايات المتحدة نفسها.

أما سلوك الطريق الأولى فقد أكره دول الإئتلاف على إخراج قسم عظيم من الذهب المودع في خزائنها وتستطيع تحقيق ذلك من الذهب الذي يرد إلى الولايات المتحدة ويصدر منها فقد بلغت قيمة الوارد من أول آب سنة ١٩١٤ إلى آخر كانون أول من السنة نفسها ٢٣٢٥٠٠٠٠ ريال والصادر ١٤٩٧٠٠٠٠ ريال فزيادة الصادر على الوارد ٨١٧٢٠٠٠٠ ريال. أما في سنة ١٩١٥ أي بعد ما أسست أميركا المعامل العديدة المتنوعة للمتاجرة بدماء الأوربيين وأرواحهم فقد بلغت قيمة ما وردها من الذهب ٤٥٢ مليون ريال وما أصدرته ٤١٨٤١٠٠٠٠ على أن دول الإئتلاف شرعت أثناء هذه الحركة الهائلة التي تهددها بجرف جميع ما في بلادها من الذهب إلى العالم الجديد بتأسيس معامل حربية جديدة متنوعة في بلادها ولكنها مع ذلك لم تستطع الاستغناء عن المعامل الأميركية إلا قليلاً فقد كانت قيمة الوارد من الذهب إلى الولايات المتحدة من أول كانون الثانة سنة ١٩١٦ إلى ١٥ تشرين الأول من السنة نفسها ٣٩٠٠١٠٠٠٠ والصادر ٩٥٩٦٠٠٠٠ ريال فزيادة الوارد على الصادر ٢٤٩٠٥٠٠٠٠ فيؤخذ من خلاصة هذا الإحصاء الموثوق به أن قيمة ما ورد إلى الولايات المتحدة من الذهب منذ ابتداء الحرب العمومية حتى ١٥ تشرين الأول الماضي ٨٦٥٢٦٠٠٠٠ ريال وماصدر منها ٢٣١٨٢٠٠٠٠ ريال فالزيادة ٦٣١ مليون و ٦٤٠ ألف ريال زادت على موجودات الذهب في تلك البلاد بسبب الحرب.

أما الأسهم المالية المشتراة قبل الحرب من الولايات المتحدة والتي أعيدت إليها في مدد