للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فعندنا يلعب من الصباح إلى المساء بدف مثلاً وحينما يستوحش من صوته المزعج ولا يحظى بفهم الغرض منه تنقبض روحه فيعمد إلى كسره وتمزيق جلده ويلقي به على الأرض محطماً لا فائدة فيه فيقوم مربيه ويعد هذه الأعمال جريمة منه فيعاقبه عليها بضربه بالعصا أيضاً. وهذا كله واقع لا مبالغة فيه فماذا تستفيد الأطفال التي تربى على هذه الصورة.

لابد أن تضطر للاختفاء عند أرادة أي عمل كان معتاد القبائح أكثر من المحاسن وتجنح إلى الأخلاق السيئة الرديئة وتساق إليها على خط مستقيم. وتشب على ذلك

لا ينبت فيها شعور حب الوطن والأمة والعلم والمعرفة والتضامن وتبقى جاهلة بكل شيء إلى أن تدخل المدارس وتختلط بصبيانها. فحبذا لو بالاستفادة من كل ذرة في محيطهم وتعودهم ذلك فتستنير أفكارهم فينشأون ثاقبة أذهانهم كاملة قوامهم حميدة أخلاقهم.

الأطفال والموسيقى

الموسيقى لازمة للإنسان غير مفارقة له وهذا لا ينكره أحد الناس. فكما أن أكثر من الأخلاق السيئة في العصور الأخيرة قد أصلحت بالموسيقى كذلك نرى بعض الأمراض قد أخوا بمداوتها بالموسيقى وحققت التجارب أن الحيوان كالإنسان يتأثر بالموسيقى ويتلذذ بها. والموسيقى تتبدل في كل أمة بحسب تربيتها ونشأتها فالموسيقى الشرقية مؤثرة جداً من حيث مبادئها بيد أن الموسيقى في الشرق ولاسيما في هذه المملكة قد أهمل أمرها في الدور السابق كما أهمل فيها كل نافع حتى كادت تنقرض بالتدريج

والغاية من هذه المقدمة الصغرى تلقين الأطفال منذ نعومة أظفارهم فوائد الموسيقى وأن يعلم الأبوان أن من واجبهم ولوع أولادهم بالأصوات الموسيقية أو بإحدى الآلات الموسيقية وتعليمهم التلذذ بها فقد أثبتت تجارب الأخصائيين بعلم النفس أن المولعين بالموسيقى يجئ منهم بالنسبة لغيرهم أناس رقيقة عواطفهم مهذبة حواشيهم فالواجب اعتبار الموسيقى وتأثيرها الخارق للعادة على هذا النحو وأن لا يتخذ معياراً للموسيقى ما يسمع من الألحان المغلظة في بعض القهاوي والمسارح من أفواه الموسيقيين المتوسطين وآلاتهم: فالموسيقى شعر والشعر موسيقى.

أن من اعتادوا الموسيقى منذ صغرهم لا يدخل عليهم السأم في أوقات الفراغ ولا القفار