منها الكمنجة والطنبور والعود والقانون والدف فهي معدودة من أهم الآلات الموسيقية بل هي الموّلدة تقريباً للآلات الموسيقية الأوربية وإذا ما خطونا خطوة واسعة في ساحة الرقي في هذا الفن يمكننا أن نحيط علماً حتى بالآلات الأوربية ونؤلف بينها وبين آلاتنا.
وملخص القول أنه يجب علينا أن نعلم الأطفال على كل حال فن الموسيقى ونذيقهم طعمه ليرغبوا في تحصيله.
الصغار والكبار
لا يخفى أن الجواب على الأسئلة التي يلقيها الطفل في أي مجلس كان وشرحها له وتفهيمه ما غمض عليه برفق أوفق بكثير من إسكاته وأنتهاره لأن الطفل يغلب عليه العناد والإصرار في طور طفولته فإذا لم يفهم ما سأل عنه في ذلك المجلس تتوق نفسه لتطلب خارجا عنه وبذلك تفشو مفاوضات المجالس الخصوصية وأما كيفية إفادة الطفل وتلقينه المعلومات في المجالس فهي: الاستفهام منه مثلاً وسؤاله عن رأيه في الموضوع والبحث عن درجة فكره ومحاكمته فإن كل هذا مما يرقيه وينير بصيرته.
ويلزم أيضاً تربية الطفل على مفارقة المجالس بمجرد ما تدعوا الحاجة إلى زيادة التبسيط في الكلام بين الكبار والتكلم في الشؤون الشخصية ويقتضي أيضاً أن يلقن الطفل بأسلوب لطيف وفي أوقات مناسبة كلما سنحت الفرصة بأن لا يفشي الباحث الخصوصية التي تتخلل الأبحاث العامة ويجب على الوالدين يلاطف أبنه في الدار صباحاً وكلما عاد إليها مساءً ويتفقده ويسأله عما استفاد في ذلك اليوم.
ولا مرية في أن أجوبة الطفل في أول الأمر عن تلك الأسئلة تكون تافهة ولكنها تتحسن بقدر عناية والده في تصحيحها وانتقادها وتنبيهه لما يجب كتمه ووصايته باجتناب تكرار الحديث وإفهامه أن جميع ما ذكر مغاير للآداب ويسلك في تربيته على ذلك طريق الإقناع فإن مباحثته بذلك بصورة موجزة كل يوم تؤثر في الطفل تأثيراً شديداً فيتربى على رعاية آداب البحث والمناظرة عندما يتكلم بمحضر أبيه واعتياد حرية القول والفكر في أعمال كل يوم يقضيه وفي محاكمة تلك الأعمال ويلزم أن ينبه على قيمة الوقت وأنه بمثابة النقد لا ينفق إلا في مصلحة ويوصى باحترام النساء والشيوخ أي الطاعنين في السن من الرجال وكل هذه النصائح لا تلقى متعاقبة على شكل درس خاص بل تلقى إليه في المناسبة وفي