للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خلال الحديث.

ومتى أخطأ الطفل يجب أن لا ينهر بألفاظ بذيئة ويحقر بجمل قبيحة بل ينبه إلى خطاءه برفق ويمنع بلطف عن بذاءة اللسان أن سرى إليه من الخطاء والمعاشرين في الخارج ويعود ترك ذلك بالإشارة بالعين والحاجب لا بالسب والشتم.

وعلى كل حال يجب أجادة التدبير في تربية الأطفال فإنا كثيراً ما نرى الأطفال الذين يغشون المجالس الخاصة عندما تمس الحاجة لإخراجهم - يقفون على لبوابهم متجسسين فإذا تربى الطفل على هذه العادة السيئ فشغله بعمل آخر أولى من أخراجه من المجلس كأن يشغل بمناولة كتاب فيه صور وحكايات وقصص إن كان ممن يقرأ وتكليفه ببعض وظائف إلى غير ذلك من الوسائل التي تمنعه عن الاشتراك في خصوصيات المجلس ويتجنب مهما أمكن بذاءة اللسان أمامه حتى لا يعتاد ويربى على أعطاء الجواب عن كل ما يسأل عنه.

الأطفال والمدارس

لا يخفى أن التحصيل الابتدائي إجباري في كل مملكة وهذا القانون مع أنه نفذ عندنا أيضاً ما زلنا نرى بعين الأسف أن عدد الطلبة في مدارسنا الابتدائية قليل جداً فهو عبارة عن ٤٢٩٩٢٤تلميذاً مع أن نفوس بلادنا تعد بالملايين هذا من الذكور أما الإناث فهن أقل من القليل ولا يعزب عن فهم اللبيب أن رقي الأمة التي تحررت من ربق الاستبداد ودخلت دور الحكم النيابي منوط بترقيها في معارج المعارف وأنك لا تكاد تجد أمياً في أوربا على أن ملكة الاختراع والاكتشاف والإبداع لا ترسخ في النفس إلا بمزاولة العلوم والبراعة في الصناعة كما أن المدنية لا تنال إلا بالتوغل في التربية العلمية والأخلاقية ومع أن هذه الحقائق مسلمة عند كل أحد لا تزال تجد أطفالنا خابطين في ديجور الجهالة لعدة أسباب يجب أن ننظر فيها.

بينما ترى الصبي في أوربا يسارع للمدرسة بشوق ونشاط تشاهد الطفل يفر منها كلما وجد إلى الفرار سبيلاً لأنه يذوق طعم التحصيل وسبب هذا النفور يحتاج لأضاح وبيان والذي أراه أن أعظم الأسباب في نفرته هذه جهل المعلمين عندنا بطرق التربية والتعليم على أن جهل المعلمين بهذه الأصول لا يعد جريمة منهم فإنهم أيضاً لم يتعلموا تلك الأصول.

تجد عندنا كل شاب نشأ من المدرسة الملكية أو الحقوق يبادر إلى دوائر الحكومة حتى