اتقوا الله عبادة الله وتحاثوا على الجهاد مع أمامكم فلو كان لي منكم عصابة بعدد أهل بدر إذا أمرتهم طاعوني وإذا استنهضتهم نهضوا معي لاستغنيت بهم عن كبير منكم وأسرعت النهوض إلى حرب معاوية وأصحابه فإنه الجهاد المفروض ومن كلامه عليه السلام وقد بلغه عن معاوية وأهل الشام ما يؤذيه من الكلام الحمد لله قديماً وحديثاً ما عاداني الفاسقون فعاداهم الله الم تعجبوا أن هذا له الخطب الجلل أن فساقاً غير مرضيين وعن الإسلام وأهله منحرفين خدعوا بعض هذه الأمة وأشربوا قلوبهم حب الفتنة واستمالوا أهواءهم بالأفك والبهتان قد نصبوا لنا الحرب وهبوا في إطفاء نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون اللهم أن ردوا الحق فأفضض خدمتهم وشتت كلمتهم وأبسلهم بخطاياهم فإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت.
ومن كلامه عليه السلام في تحضيضه على القتال يوم صفين.
معاشر المسلمين أن الله قد دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم وتشفي بكم على الخير العظيم الأيمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله والجهاد في سبيله وجعل ثوابه مغفرة الذنب ومساكن طيبة في جنات عدن ثم أخبركم أنه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فقدموا الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على الأضراس فإنه أنبا للسيوف على الهام والتووا في أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة وغضوا الأبصار فإنه أربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل وأولى بالوقار ورايتكم فلا تميلوها ولا تخلوها ولا تجعلوها إلا في أيدي شجعانكم فإن المانعين للذمار والصابرين على نزول الحقائق أهل الحفاظ الذين يحفون براياتهم ويكشفون رحم الله أمرءاً منكم آسى أخاه بنفسه ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع قرنه وقرن أخيه فيكتب بذلك لائمة ويأتي به دناءة ولا تعرضوا لمقت الله ولا تفروا من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلاً وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلموا من الآخرة فاستعينوا بالصبر والصلاة والصدق في النية فإنا لله تعالى بعد الصبر ينزل النصر.
ومن كلامه عليه السلام وقد مر براية لأهل الشام لا يزول أصحابها عن مواقفهم ١١ على قتال المؤمنين فقال لأصحابه.