فالعجي من معاوية بن أبي سفيان ينازعني الخلافة ويجحدني الإمامة ويزعم أنه لحق بها مني جرأة منه على الله وعلى رسوله بغير حق له فيها ولا حجة لم يبايعه عليها المهاجرون ولا سلم له الأنصار والمسلمون يا معشر المهاجرين والأنصار وجماعة من سمع كلامي او ما أوجبتم لي على أنفسكم الطاعة أما بايعتموني على الرغبة أما أخذت عليكم العهد بالقبول لقولي أما كانت بيعتي لكم يومئذ أوكد من بيعة أبي بكر وعمر فما بال من خالفني لم ينقض عليهما حتى مضيا ونقض علي ولم يف لي أما يجب عليكم نصحي ويلزمكم أمري أما تعلمون أن بيعتي ولم لم يفوا بها وأنا في قرابتي وسابقتي وصهري أولى بالأمر ممن تقدمني أما سمعتم قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الغدير في ولايتي وموالاتي فاتقوا الله أيها المسلمون وتحاثوا على جهاد معاوية الناكث الفاسط وأصحابه القاسطين أسمعوا ما أتلوا عليهم من كتاب الله المنزل على نبيه المرسل لتتعظوا فإنه والله عظة لكم فانتفعوا بمواعظ الله وازدجروا عن معاصي الله فقد وعظكم الله بغيركم فقال لنبيه صلى الله عليه وآله الم ترى إلى الملاء من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم أبعث لهم هل عليكم القتال ألا تقاتلوا قتلوا وما لنا إلا أن نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم والله عليم بالظالمين وقال لهم نبيهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال أن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم أيها الناس أن لكم في الآيات عبرة لتعلموا أن الله جعل الخلافة والإمرة من بعد الأنبياء في أعقابهم وأنه فضل طالوت وقدمه على الجماعة باصطفائه إياه وزيادته بسطة في العلم والجسم فاتقوا الله عبادة الله وجاهدوا في سبيله قبل أن ينالكم سخط بعصيانكم له قال الله عز وجل لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون أنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم ونفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري م تحتها الأنهار ومساكن